Mobile : 00436889919948 info@kunstundstadte.com
Follow us:

بوابة فيينا

"المشاهد" أفكار متقاربة وألوان تضاد



"المشاهد" أفكار متقاربة وألوان تضاد

معرض فني مشترك

 

فن ومدن*

جاليري "ايزين فارين كامب" نظم معرضا فنيا مشتركا تحت عنوان "المشاهد" حيث شارك به كل من الفنانة إر في والفنان ثيو برينك، قدم للمعرض البرفسور اولي غانسيرت والذي تطرق وبكلمة قصيرة عن تقارب الأفكار هذا بمعزل عن النقاط التي تمحورت حولها فكرة المعرض والتكنيك الذي اشتغل عليه الفنانون لقيامة لوحاتهم الفنية.

هذا وقد تبدت للعيان نقاط الاختلاف بينهما بشكل جلي، الا انهم تقاطعوا ايضا في مفترق واحد، وهو مفترق المدرسة التعبيرية العفوية، فالفنان ثيو ذهب تعرية اللوحة من التفاصيل القرائية المباشر وركز وبإمعان على التفاصيل جهد إلى اخفائها وراء خيوط وخطوط التجريد، أراد للقارئ الوصول إلى جوانية عمله الفني كي يتلمس عن كثب ما تعكسه تلك الألوان البؤر من انفعالات ومشاعر فائرة ومختلطة معا في آن واحد كتجريب فاعل لاستخراج مثل تلك المشاعر من خلال استعمال "الألوان الباردة" أي ألوان الماء.

الفنان مثله مثل أي فنان آخر أراد عدم الكشف عن مدلولات لوحته، ليس فقط باستعمال الماء الباردة إنما عمد إلى تمرير ألوان اخرى تعطي دلالتها القرائية معنى مغايرة في لوحة تنتهج الشفافية والعفوية، ففي المعطى أشي بأن الفنان ثيو اراد من هذا اخفاء بعض مفاتيح لوحته، وتلك فعالية ينتهجها الكثيرون كي يربكوا القصص القرائية.

على عكس الفنان ثيو تماما ذهبت الفنانة "أر في" لتقدم أعمال تعبيرية ولكن بألوان مختلفة، بفعالية دلالتها القرائية، والتي تستدعي قارئ متمكن كي يفك اكواد تلك الالوان ويفندها، كي يردها إلى ماهيتها الأولى.

 ما يلفت في لوحات أرفي اختلاف الفضاءات بين عمل واخر، حيث يرتبك القارئ وهو يحاول الوصول إلى نقطة ارتكاز اللوحة أو اتزانها، وهذه الفعالية تتبدى في عملية توزيع الالوان داخل اطار اللوحة، ثمة ثقل واضح لوني واضح في عدد من اللوحات وهو ما يفقد هذه اللوحات اتزانها في عين المتلقي، حيث ان فكرة التعبير لا تحتاج الى كل تلك المواربة المفرطة، ثمة ألوان كثيرة يستطيع الفنان العارف من خلالها مواربة قارئه دون اللجوء إلى ألوان مظللة، استعمال الفنانة ار في الالوان القاتمة والتي تعطي انطباع البعيد المنعزل الاولي، ما هو الا لعب مكشوف أو مما يطلق عليه الهروب أماما، فالألوان الحارة التي دمجت وبكثافات تضاهي عملية الاشباع، لا يمكنها مواراة دفق العواطف التي تبدت على هيئة لطشات تشكلت بشكل عفوي وشفاف في مواطن كثيرة داخل اطار لوحتها.

بعيدا عن لعبة الاختباء وراء دلالات الألوان ومعطاها التعبيري والرمزي، أقر بأن التجربتين الفنيتين تستحقان الوقوف والتأمل طويلا، وهما وفي نفس الوقت يستدعيان قارئا عارفا كي يفك ما هو مضمر.

  قراءة: طلال مرتضى

 

موقع إعلامي عربي/ فيينا

تاريخ النشر ::10/19/2023 5:06:35 AM

أرشيف القسم

صفحاتنا على مواقع السوشيال ميديا