وردة واحدة تكفي
وردة واحدة تكفي
طلال مرتضى
بحثت عن
وردة أفك بها نافذتك هذه ولم أجد.. عرفت بأن قطار موعدنا المعتاد قد غادر محطته
قبل تلاوتي لنشيد ملقاك..
يا مريم..
الورد في صباحات امرأة بعيدة كنصف عناق، يقيها شر الفقد حين تحول بينها وبين
القصيدة المسافات..
الوردة يا
مريم في دفتر رجل بعيد شطر قصيدة لا يكتمل عجره قبل أن يرتوي من بحر محبوبته
الزاخر،
يباهي بها الشعراء كلما دنت في رأسه أجراس تصاويرها..
هذا
النهار كما الايام السالفات غادر مبكرا..
أعلم أن الكثير قد فاتني، لكن خسارة
واحدة تكفي!
أن
يغادرني قطار النهار من دون ارتكاب عطرك، في عرف الشعراء، إنه لمصاب أثير
ها أنا
عدت..
أنت تعرفين بأن ليلي السابق كان مكابدا وثقيل الظل، لا قمر مر في علياؤه،
لهذا وقبل أن يجرني النعاس قسرا
كتبتك..
كتبتك وكأني استجدي هذا الفراغ لكي يغطي البرد التذي يتوعد بي..
نمت ملئي
قرير العين..
نمت على غير خوف، قصيدتك تحت وسادتي، تعويذة نجاتي
من ينم
وسر حبيبته تحت وسادة لا خوف عليه إلا من فداحة عطرها حين يتجدل عقد اكتمالها به
العطر في
هذه العجالة يا مريم ابن الوردة..
الوردة التي استحييت قطفها قبل قليل من الغصن التي تربت
بدلاله..
خفت ذبولها مثلما خوفي لفكرة صدك التي طالت.
*كاتب عربي/ فيينا
تاريخ النشر ::8/6/2024 10:10:24 AM
أرشيف القسم