مجازات المرأة التي أكتبها في
وصايا أبي!!..
طلال مرتضى*
المرأة التي أكتبها كل يوم, أبي
الطاعن في السر قال:
كم من المرات أوصيتك بأن لا تأكل
خبز قلبها قبل أن تحن إليه!..
أما قلت لك, أعجن بأصابع نجواك
دقيق حواسها كي تستوي..
ها أنت الآن في ذاكرتها, أصبحت (خبر
كان)..
تيقنتْ قبل وقوعها بأن قصر عشقك
الفسيح (مبني في المجهول)..
هجرتك يا ولدي عندما جعلتها (حال)..
ليس مكراً منها, بل.. لأنك لم تعد
لقلبها المكتظ بالأشجان (مضاف إليه).
عند أول مفترق للعتاب حاولتَ (كسرها),
بينما كانت تفتح لك ذراعيها لكي (تضمك)..
فكرة إنك جارها (المجرور إليها)
بحكم الوصل, انكشفت.
كذبة لم تعد تنطلي علينا وعليها, لا محل (لها من الاعراب) في
لغة الحب..
بني.. لا تحاول فتح نار حواسها
المستعرة بالشوق, آثام قلبك جعلتها توصد كل خزائن نبضها وتجعلها ممنوعة (من الصرف),
بعدما أوقعتها في (شبهة الكلام والتأويل)..
ما هكذا يورد العشق يا طلال..
انكشف خبايا (ضميرك المستتر) هو لم
يكن مستتر بل كان مستعر, كل (أدوات التوكيد) التي ابتكرتها لتجرها إلى شرك غوايتك,
كانت (نصب) واحتيال, اردت أن تثبت لها بأن فعلك عليها (مطلق), كان من يكون, (أمراً)
أو (ماضياً) سيان, لا ضير ما دمت وحدك (الفاعل) الغاشم وهي (المفعول به)..
خسرت يا طلال..
فالمرأة التي تكتبها كل يوم, ليست
(نكرة), لا تُعرب مثل (ما) بعد إذا زائدة, لا تقبل على نفسها (الاستثناء) تحت أي (ظرف)
كان..
كلمة (مثنى) وحدها, تقصم ظهر قلبها
إلى شطرين وتجعل من (حال) حضورها (صفة للغائب)..
كي تردها إليك رداً عاطراً, مد لها
يد (الوصل) لا تترك مصيرها (مبني للمجهول), كن حاضرها ومستقبلها, كي لا تصبح في
ذاكرتها (خبر كان) يعبر شريط اللهفة العاجل على غير انتباه.
اللوحة للفنانة النمساوية Veronika TIEFENBACHER
كاتب عربي رئيس تحرير منصة فن ومدن.. فيينا.