Mobile : 00436889919948 [email protected]
Follow us:

رئيس التحرير

ما الذي تريده الجالية العربية من البرلماني العربي عمر الراوي؟

ما الذي تريده الجالية العربية من البرلماني العربي عمر الراوي؟



ما الذي تريده الجالية العربية من البرلماني العربي عمر الراوي

الجالية قابعة ما بين سندان الفرقة وسندان الإرث الدفين

 

فن ومدن*


بما يشبه هوجة عرب، وهو التوصيف الصحيح عما يدور ما وراء "كواليس الجالية" من هرج ومرج، بعدما نشرت إحدى الصحف النمساوية خبراً لافتاً، تساءل كاتبه عمن يمول رحلات البرلماني العربي خلال العام المنصرم، مرفقاً وبعناية دقيقة عدد الرحلات التي قام بها المهندس الراوي إلى أمريكا ودول عربية أخرى

بالمطلق هذا ليس بجديد في دول ديمقراطية كالنمسا، والأخبار وبشكل يومي تتوارد عن مساءلة شخصيات كبيرة، تصل إلى سقف السلطة هنا

فالمهندس الراوي هو بالنهاية المطلقة مسؤول حزبي رفيع وله مكانته وكذلك برلماني له حضوره في دائرته، سواء اختلفنا أو اتفقنا معه، فهذا لا يغير شيء في الحال

وبما أن الحال جلي، ما الغريب حين يطلب البعض مكاشفة المهندس الراوي وسؤاله عمن يمول رحلاته في حال تنصل حزبه عن موضوع تمويل مثل هذه الرحلات، هذا اللهم إذ كانت النوايا سليمة، ومن باب آخر كما أسلفت إننا نعيش في بلد قانون والقضاء فيه هو صاحب الكلمة، فهذا بالنهاية يدلي إلى أن الراوي مثله مثل أي مسوؤل في هذا البلد ويخضع لقانون السؤال!

تلك المقدمة لم تكن سوى مدخل لفتح باب السؤال العالي والذي طرحته كعتبة عليا لمقالتي هذه، ما الذي تريده الجالية العربية من البرلماني العربي عمر الراوي؟

هذا السؤال جوابه مقيت جداً ويحمل في طيات سمنه سماً تجاه الراوي، ولهذا أردت أن أفتح باب المكاشفة على مصاريعه، عل الذي يغطي عيونه غبش الشعور بالغيرة والنقص أمام حضور الراوي وأمام عدد لا بأس به من الشخصيات العربية التي تولت مناصب في هذا البلد.

أتمنى أن يسمح لي أصحاب الصدور الواسعة من أبناء جاليتنا العربية الكريم، بسؤال يتيم، أين هي الجالية العربية؟

الجالية التي تنتظر سقوط الراوي أو غيره بحجة أنهم لم يقدموا أو يخدموا الجالية، هل يمكنني تمرير سؤال آخر في هذا السياق أيضا، هل الجالية هي من أوصلت المهندس الراوي إلى البرلمان أم اجتهاده الشخصي وتدرجه في حزبه والذي هو شريك فاعل في الحكومة؟

عندما تتكاتف الجالية وتصير جالية وتصنع بدل الراوي عشرات الرواة مؤثرين على المشهدية السياسية هنا، وقتها نقف جميعاً ونقول للراوي أو غيره، لقد استنفذتم فرصتكم!

الجالية العربية وبعد تناميها أثر نوبات الهجرة الأخيرة نحو أوربا، بالأرقام أصبحت ثقلاً مهماً إذ لم يمكنه تغيير موازين القوانين الفاعلة، يمكنه الاعتراض بقوة، ولكن أعود مرة أخرى لأكرر السؤال الملح، أين الجالية؟

الا تربط الجالية التركية فوارق سياسية ودينية واجتماعية وغيرها؟

لماذا هي حاضرة وبقوة؟

جاليتنا بعدها وعديدها أيضا تربطها فوارق سياسية ودينية واجتماعية وغيرها، ومع هذا فالجالية العربية بغض النظر عن جوازات السفر، تربطها أواصر متينة أكثر من أي تجمع بشري على وجه الأرض

قال لي أحدهم وأنا أكتب هذه السطور: كل ما قلته صحيح، ولدينا أكثر ولكننا نفتقد إلى الوعي، الوعي الذي يجعلني أبحث عن كل المقومات التي ستوطد علاقتي بالآخر لينتهي المطاف إلى جالية قوية ومؤثرة، لكن هذا لن يكون ما حيينا، لكون صدورنا تحمل من عقد النقص والغل ما يكسر بلاد وليس رجل، وهذا هو سبب خساراتنا المتتاليات

ما أن طالعتنا الجريدة خبراً عن الراوي، حتى قامت قائمة الجالية عن بكرة أمها، وبدأ كل يغني على ويلاه، الكل شامت، ما الذي قدمه الراوي للجالية؟

هل تعتقدون بأن الراوي لديه العصا السحرية ليغير في هذه البلد كما يصول ويجول برلمانيوننا في البلاد؟

على وجه الخصوص ما من عراقي تحدثنا إليه وأوراقه عالقة، إلا وقال: الراوي كلش ما سوا إلنا!

وهذا ينطبق تماما على عدد كبير من الجالسين جل اوقاتهم على ضفاف الدانوب يشربون الشاي المعتق على الحطب ويفصلون أثواب لكل من لا يعجبهم.

هذا معارضة وهذا موالاة، وهذا سني وهذا شيعي، وهذا أخوان، وهذا مؤمن وهذا كافر يجوز نحره في شارع الماريا!

لعن الله الشيطان، لا يهدأ عن لكز رأسي بالأسئلة ولم ينفك عن تحريضي لسؤالكم مجددا وبعيدا عن السيد الراوي، هذا رغم خوفي وترددي، عرفت مؤخراً أنه رئيس جهاز المخابرات بالنمسا من أصول عربية، وسؤالي هل يعرف أحدكم كم هي عدد المرات التي طار بها؟، والله ما من قصدية من وراء السؤال ولكنه الفضول!

 أحمد زويل العالم المصري رحمه الله، الذي أطره العرب داخل كنتونات العوز وجعل منه الأمريكان الرجل الرمز للعلم والقوة، حينما سئل عن المفارقة بين العرب والغرب قال: الغرب يرفعون المبدع والخلاق عالياً والعرب بدل أن يصعدوا إلى هذا العالي، ينزلونه نحو الهاوية.

ما الذي دهاكم يا خير أمة؟

المصريين ونظام وأخوان، السوريين معارضة وموالاة والتوانسة نهضة ونظام والفلسطينيون على شاكلتنا ولحق بركبنا مؤخرا أبناء اليمن والسودان وهلمجرا

كل منا يحمل في جعبته التهمة للآخر والذي قد يختلف معه على لون البطيخ، أحمر أم أخضر، مع العلم لو فكرنا قليلا بسياسات بلداننا العربية، وكلكم يعرف، ومن الغباء أن أقول، إنكم لا تعرفون، بأن حكومات بلداننا تقدس المسؤول الغربي، وما أن تكف أجنحة طائرته عن الخفق في مطاراتنا، حتى يتهافت عليه الرهط بالترحيب والهدايا، وهذه ثقافة ولا يمكننا التخلص منها، نحن أمة "زمامير" نرى الضوء في عيون الغريب ولا نرى سوى العتم في عيون ابن جلدتنا

ما تصرفه دول الخليج العربي على مهرجانات الشعر الشعبي كل موسم، يعادل نصف ميزانية دولة النمسا، هذا الأموال تصرف على شعراء يتاجرون بالكلام، على سيرة الشعر عندما كنت موظفا في البلاد، عملت كمدير لموقع أحد شعراء المليون وهو شاعر سعودي، كنت أدير الموقع من البيت عبر الشابكة، ما كان يرسله لي كمقابل شهري يعادل أجري بالوظيفة أربعة أضعاف.

أذاً لماذا تستغربون إذا تلقى الراوي كل شهر دعوتين من دول الخليج وهو السياسي والبرلماني والمهندس، أنا على يقين لو أن أي مسؤول في هذه البلاد أرد قضاء أجازته في بلداننا سوف يحتفى به ويكرم أكثر ألف مرة من المهندس الراوي، فقط لقناعة حكوماتنا العربية بأن المسئول الغربي هو الوحيد القادر على تلميعها!

ألم يحن الوقت وبعدما مررنا بكل هذه الويلات أن نصحوا من مغبة سقوطنا في النفق المظلم لنلتفت نحو الضوء، الضوء الذي سينعم به على الأقل في الوقت القريب أولادنا!!

ثمة سؤال أخير عالق على مشجب الحكي، وأنا أكتب تلك المقالة دخلت زوجتي إلى متن النص الذي أكتبه لتسألني، هل تقبل عمرتها أو حجتها إذا ذهبت براتب السوسيال؟.

 

*موقع إعلامي عربي/ فيينا.

   

  




تاريخ النشر ::1/25/2023 7:40:23 PM

أرشيف القسم

صفحاتنا على مواقع السوشيال ميديا