Mobile : 00436889919948 info@kunstundstadte.com
Follow us:

رئيس التحرير

النساء المدهشات يرسمن خارطة طريق جديدة لأثر الحكايات

 النساء المدهشات يرسمن خارطة طريق جديدة لأثر الحكايات



 النساء المدهشات يرسمن خارطة طريق جديدة لأثر الحكايات

Ziba Matraghi, Veronika Jahre, Tania Raschied, Silvia Guenova

 

طلال مرتضى*

العارف بمفاتيح اللغة الألمانية، يستشف على غير تعب إن المراد من دلالة المفردة، إيقاع    حمالة أوجه ومتعددة الدلالات والمعاني،"Spurenالقارئ المتلقي في فخ التأويل، فالكلمة وهي تنتسب إلى قبائل المفردات الشعرية ولعدة أسباب، منها ما تحمله الكلمة من جرس موسيقي يحقق شرط الشعر، ومنها ما يذهب نحو فكرة التأويل القرائي، من باب ان فضاء الكلمة قابل للاتساع، وتقابل في العربية معنى، الأثر، علامات، مسارات، خيوط، وبقايا

جملة هذه التعريفات، جمعت أربع نساء نمساويات من جذور مختلفة وثقافات متباينة بحكم المكان والزمان، ليجسدن العنوان "أثر أو خيوط" بعدة أعمال فنية باهرة

من خلال متابعتي الحثيثة لأعمال النمساوية سيليفا جي ذات الأصول البلغارية، أشي بأن تجربتها الفنية وخصوصاً ما بعد حصار كورونا، آخذة نحو الارتقاء الفني، هذا التقادم الزمني جعلها تتحرر من ثوب الرسم الذي لازمته لفترة طويلة، لتنحو نحو الفني أو ما يطلق عليه التعبيري القابل للتأويل، عملية الانتقال هذه، يمكن للمرء استقراؤها بشكل جلي، ويتبدى هذا بتطويع عدة أشياء من الطبيعة لتخدم فكرتها الفنية وتحاكي فكرة المعرض المقام

لوحات الفنانة النمساوية زيبا ماتراجهي القادمة من الجنوب البعيد إيران، يقف الرائي أمام لوحاتها محتارا، تحت سطوة السؤال، هل رسمت زيبا كل هذه الأعمال المبهرة، كي تحاكي العنوان أم أن العنوان تم ابتكاره لأجل هذه اللوحات؟

قارئ لوحتها لا يعيا عن التقاط الخيوط الناعمة لقصته القرائية، تلك القراءة التي تتوافق تماما مع مقولة إن اللوحة الفنية هي مرآة ذات قارئها، فالتشكيلات اللونية والبؤر الراكدة تشكل تفاعل مستعر في ذهنية المتلقي، لكون معطيات الألوان ودلالات تنتمي إلى عالم السكون وأسئلة الظل المباحة

المصورة النمساوية تانيا رشيد القادمة من أرث الحضارة السامرية، والتي استطاعت أن تخرج  صورتها الفوتوغرافية من إطارها المعتاد، كصورة يتمعن الرائي تفاصيلها على عجالة، إلى لوحة يمكن تحميلها على الفن المقروء، وهذا لم يتأتى من الفراغ العبثي، بل نتيجة جهد كثيف تم الاشتغال عليه بعناية عارف، ليجسد تفاصيل مهمة تختزلها الذاكرة الإنسانية

الفيناوية فيرونيكا ياري هي الأخرى تركت في المعرض أثرا فارقا من خلال ما قدمته من أعمال فنية، حاكت الفكرة التي قام عليها المعرض، عبر تيمة الأشجار التي اتخذت من فكرة تشكيلها الفصلي، الربيع والخريف وغيرها، وما ينتج عن ذلك من تداعيات تفرضها الطبيعة الحرة على تكوينها اللوني

المعرض كفكرة أولية شائقة، تفاصيلها مدهشة تمد القارئ بمفاتيح مهمة يمكن إسقاطها على كثير مما يتبادر في أذهاننا ويمكن مفارقتها مع اليومي الذي نعيش ولكن بلبوس مختلف عما نراها واقعيا

المعرض أثر والذي افتتح مساء اليوم في جاليري

Eisen Waren Kamp الفيناوي كحدث فني، استضاف على هامش العرض عزفا موسيقيا وغناءا للفنانة البلغارية  بوبوفا غرغانا والتي أدت عدة أغاني عالمية باللغة الانجليزية

 

*رئيس تحرير فن ومدن/ فيينا

  

تاريخ النشر ::2/3/2023 5:34:58 PM

أرشيف القسم

صفحاتنا على مواقع السوشيال ميديا