أرجوزة التحضير للقمه العربية 2004م
أرجوزة التحضير للقمه العربية 2004م
شعر/د. عبد الولي الشميري
يا ربِّ صَبرني على ما أَسْمَعُ
وما أرى مِنْ عَمَلٍ لا يَنْفَعُ
ولا تُؤَاخِذْني لأيما سَبَب
ودافِعِ اللَّهُمَّ عن قومي العَرَبُ
لأَنَّهُمْ أَحبابكَ الحَيارَى
كَأَنَّهُمْ فِي جَهْلِهِمْ سُكارى
خَلَقْتَنا للثرثراتِ والخُطَبْ
وغيرنا لِيَبْلُغوا أعلى الرُّتَبْ
ما أسخف الأعراب في الخِلافِ
يا لعنة الحاضر والأسلاف
كم أحسنوا الفوضى وإشعال اللَّهَبْ
وأتقنوا الشَّجْبَ وتدبيجَ الخُطَبْ
نَحْرِصُ أَن نَحْضُرَ كُلَّ مُؤْتَمَرْ
لِنَسْفَحَ الدَّمْعَ وَنَحْرُقَ الشَّجَرُ
ونَزْرَعَ الشَّقاق والخلافا
ونَحْرُقَ الرُّمَّانَ والجَوَّافا
ونلتقي وكل واحد بطل
يأكلُ نُومًا ويُحَلِّي بِالبصل
يا رب كم تبقى على التَّخَلْفِ
نَقبَعُ حولَ مُفْرَداتِ الأَحْرُفِ
***
وهذه روايـــــــة أكـــيـــدة
ومَحْضَرُ لِقِمَةٍ عَنيدة
جَرَتْ كما تجري لقاءاتُ العَرَب
خَتَمَهَا إِبليس مثلما أَحَبُّ
تحضيرها في جلسات الجامعة
أَصْبحَ يُعطي المُخْلِصِينَ فَاجِعَةُ
لا يعرفُ التَّوافق المريحا
ولا الحوار الهادئ الصريحا
رغم الصداقات التي نحياها
والحب والإخاء في حماها
وبيننا من احترام ولقاء
ما ساعد التخفيفَ مِن حَملِ الشَّقاء
نبدأ من تحضيرها في القاهرة
مدينةِ الشَّرقِ الكبير الزَّاهِرَةُ
ما أتعب الوصول والسيارة
واقفة تنتظر الإشارة
أنام في التفكير والوسواس
وأغبِطُ المُشاةَ بين النَّاسِ
حتَّى إِذا وَصَلْتُ بابَ الجامعة
رأيتُ أَعلام الشَّتاتِ الرائعة
كثيرة ألوانها مُرَقَّعَةٌ
مُرَفْرِفاتٌ للسما مُلَفِّعَةٌ
تَرْمُنُ للتَّفَرُّقِ السياسي
وتَحْجُبُ السَّحاب فوق راسي
ما أجمل استقبال من يلقاكا
كأَنَّكَ الوحيد لا سواكا
من المراسيم الكرام الأبرياء
لا يعلمون أننا كالأشقياء
يَلْقَوْننا بالبِشْرِ والتَّرْحَابُ
يُرافقوننا من الأبواب
فيدخل القاعة كلُّ السُّفَرا
وعمرو موسى قَطُّ ما تأخرا
في وجهِهِ بَعضُ إشاراتِ الغَضَبْ
مِمَّا يُعاني النَّاسُ فِي بَيْتِ العَرَب
لأنه الأمين في حماها
يَظَلُّ طُولَ وَقْتِهِ يَرعاها
ينامُ دَوْمًا فِي جِوارِ مَكْتَبِهُ
يَجُولُ في أوراقه وكُتُبِه
لا يستكين كل يوم في بَلَد
ولم أرَ مِثاله أي أحد
لكنَّه يَحْرُثُ في الفَضاءِ
والعَرَبُ الأبطال في شقاء
ويرفع الشراع للسفينة
والريحُ عكس الرحلة الحزينة
وَيَنْفُخُ البالون باسم العُرْبِ
وفيه ألفُ فتحة وثقب
اتَّسَعَ الخَرْقُ على المُرَقِّعِ
ولم نَعُدْ نَمْلُكُ غيرَ الأَدْمُعِ
يا (عَمْرُو) رِفقًا بالمساكين معك
هون على نَفْسِكَ ماذا رَوَّعَكْ
لكن برغم الحال قد حان العمل
وإِنَّ عَمْرُوا) باعث على الأمل
يُحْسِنُ كيف يَصْنَعُ المَواقِفا
ولا يَمَلُّ قاعدًا أو واقفا
لسان حالنا يقول يا عرب
كم تتقنون الثرثرات والخُطب
ما رأيكُمْ نُعِيدُ عَصْرَ القَيْصَرِ
ونُسْلِمُ الرَّاية للمُسْتَعْمِرِ
وَنَدْفِنُ الرُّؤوس تحت الرمل
مِثلَ النَّعَامِ يا رموز الجهل
لعل جِيلًا بَعدَنَا يُعِيدُ
کرامة تأريخها تليد
***
أما السفير أحمد بن حلّي
أحسنُ مَنْ يَكتبُ أو مَنْ يُمْلِي
لأنه جزائري أتقنا
واختص بالقمة بين الأمنا
وذا السحيباني بالأوراق
في الاقتصاديات والأسواق
مهندس للمال والنقود
في خبرة لأنه سعودي
أما سعيد بن كمال المُسْتَعِد
قال: فلسطيني تُعاني المُسْتَجِد
وقد أعدَّ مِن حكاياتِ الغَضَبْ
بما جنى (شارون) دونما سَبَب
دَمَّرَ دُورًا جَرَفَ المَزارعا
وأغلق الحقول والشوارعا
وقد بني مُسْتَوطَنَاتٍ جَمَّةٌ
تَحَدِّيًا لكل هذي الأمة
***
واحتشد الكتاب والصحافة
وبدأ التصوير للسخافة
بين يدي كل ممثل عَلَمْ
و دفتر فيه شعارٌ وقلَمْ
ودَخَلَتْ كتائب للتلفزة
بكامرات ضخمة مُطَرَّرَة
مُصَوِّرٌ يدفع ذا المُصَوِّرا
والأَمنُ يَمْشِي خَلْفَهُمْ مِنَ الوَرا
نصمت أو تضحك للتصوير
أو نقرأ الجدول في السطور
ويبدأ التوزيع للأوراق
بكل ما في يومنا نلاقي
تأتي بها (أميم) أو (حنان)
كأنهنَّ الورد والريحان
لجدول الأعمال بَنْدًا بندا
نفيض في نقاشه ونبدا
لـ طلعت بن حامد المدير
نبعث بالأوراق للتصوير
عندَهُ كُومُ مِنَ الملازم
وحوله من قاعد وقائم
يُسجلون الطلبات الأُولى
ويكتبون للهوى فصولا
ترتفع الأيدي إلى الرئاسة
لتطلُبَ الكلام في كياسة
هذا يرى الترتيب بالمناسبة
وذا يرى الجدول فيه غائبة
وقد أكونُ عن يَمينِ (عَمْرِو)
لأنني الأقرب طول عُمْرِي
والمجلس المُرَتَّبُ الهجائي
أسعدني بأنني في الياء
لأنه الأول من اسم اليمن
باللغتين حَبَّذاكَ مِن وطن
ويبدأ الترتيب بالشمال
كالإنكليزية لا نبالي
لكن إذا ما بدأ الحوار
واحتدم النقاش والشجار
إما على صياغة البيان
أو سبب الزمان والمكان
نقسم الـقاعـة والـكـراسـي
ويبدأ الصداع فوق راسي
تاريخ النشر ::9/15/2024 5:01:15 AM
أرشيف القسم