Mobile : 00436889919948 info@kunstundstadte.com
Follow us:

الثقافة والأدب والفنون

كتاب دائرة المعارف الحسينية أسطورة التأليف

كتاب دائرة المعارف الحسينية أسطورة التأليف



كتاب دائرة المعارف الحسينية أسطورة التأليف

 سيد محمد الياسري*

 

   منذ بداية الكلام عليّ بالاعتراف، ان الحيرة قد تملكتني، والشتات آسرني، لأن مؤلف كتاب ( دائرة المعارف الحسينية ) لم يترك لنا شيء نقوله !؟

الكتاب الذي زاد عن خمسمائة جزءاً لمَّ كل ما قيل وما كتب وما نشر، تاريخا وادبا ونقدا وتأليفا معرض النقد للآراء واضع الحقيقة ناشدا للحق، بأسلوب علميٌّ ادبيٌّ ثقافيٌّ روائيٌّ فقهيٌّ، اسلاميٌّ، عربيٌّ، عالميٌّ، والمقال لا يتسع للكتاب لأي حال، وهي دائرة معرفية غنية شاملة كاملة، تدور على تراث الحسين ع ولا تخرج منه مسهبة، ولا تترك شيء عنه مطنبة، فهي توضيح لا تلميح، اختصرت معالم الكتب في كتاب من دون ان تعيك، او تحذف معلومة تاريخية ، او علمية ، او أدبية .

   على سعة كتاب دائرة المعارف الحسينية لا يمكن الحديث عنها فلو اردنا الحديث لكانت عناوين الأجزاء تملأ صفحات ، لذا سنكتب عن أسلوب التأليف المتبع للتوضيح كما يبدو من الأجزاء المطبوعة ، وعن أجزاء دوواين الشعر المطبوع الشعر العالمي الذي كتب بلغات عالمية ( ديوان الشعر الفارسي ، وديوان الشعر التركي ، وديوان الشعر الاردوي ، وديوان الشعر البشتو " الافغاني" وديوان الشعر الإنكليزي ) لأننا تصفحنا هذه الدوواين وقرآناها واحببنا ان نصيغ للقارئ فائدة تعم للاكاديمي، او غيره فيما يخص الدارسين عن الادب، والعائمين في بحر عشق الحسين عليه السلام.

     لم نتكلم عن الشعر الذي كتب باللغة العربية، مع ان المؤلف الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي وفقه الله وحفظه، قد ذكر الشعراء والقصائد ورتبه على القرون، فكل قرن عنوان ، ديوان القرن الأول، ديوان القرن الثاني الخ، وكل ديوان له أجزاءه بهذا احتفظت الدائرة بالشمولية ، وبعدم انغلاقها ، وهذه اول أسلوب استخدم في الدائرة، يبقيها حية، ويمكن الإضافة اليها، فمن بديع الدائرة انها لم تسلسل اجباري فهو لم يتخذ الأسلوب التقليدي مثلا بدأت بحياة الحسين ع كجزء اول، ثم تطرق لواقعة كربلاء – في سبيل المثال – كجزء عاشر ، او ما قيل عنه كجزء ٣٠ من شعر وهكذا بل انه كتب بأسلوب جديد وطريقة مختلفة تظل دائرته غير مغلقة وكل ما تمتد الحياة تمتد الدائرة فهو كتب – مثلا – عن حياة الحسين كجزء دائري، مرقم، ثم اعطى للجزء عنوان وجزئه الى أجزاء حتى يفي الغرض كجزء اول وثاني وثالث، وهكذا معجم أصحاب الحسين ع جزء اول وثاني وثالث الخ، تاريخ المراقد جزء اول وثاني الخ، مع وجود الترقيم الأصلي للأجزاء في نهاية المطاف، فتكون هذه الطريقة بالتأليف تسهل على القارئ ما يريد، وتجعل الدائرة مفتوحة حتى بعد رحيل المؤلف امد الله بعمره ليكمل لنا هذا السفر العظيم

 ما يخص الشعر الحسيني كان المدخل للشعر الحسيني جزء اول وجزء ثاني الخ، مستقلا بذاته يتطرق به الى الدول ولاسيما الدول العربية، دولة، دولة، ونسبها، ثم هناك مداخل للغات الاخرى مثلا مدخل للشعر الفارسي مجزئ ، يختلف عن ديوان الشعر الفارسي كذلك أجزاء، فالمدخل يتكلم فيه عن القصيدة الحسينية، والشعر ، والبحور ، والموازنة ، والمقارنة ، وما مرت به القصيدة في تلك اللغة، من اضطهاد الأنظمة، او دعمها ، سياسيا، اقتصاديا ، ثم يتكلم عن اللغة ، واللغة الأدبية، والشعر وبحوره واغراضه، واهم الشعراء فيه، ويتكلم عن القصيدة الحسينية، واغراضها والبحور المستخدمة وتاريخ اول قصيدة وعدد الشعراء الموالين وغير الموالين من الدين الإسلامي او غيره، وادباء العصر، ثم أي البحور اكثر استخداما ، واي البحور اقلها ، ومدى التأثر بالعربية ، وصورها الرثائية ، وعدد الابيات وجدولة الشعراء حسب التاريخ من اول قصيدة قيلت في الشعر.

    اما ما يخص الدواوين فهو لم يترك الديوان من دون مقدمة ، ولا لمحة على الرغم ما قاله في المدخل، لأي لغة ، يكتب مقدمة مختصرة تجعلك قبل دخول الديوان تفهم على اختصارها مذهب التأليف وطريقة الترجمة ، وتاريخ مبسط عن اللغة ومعانيها وشعراءها وأول شاعر فيها كتب قصيدة عن الحسين ع ، ولو كان بيتين قالهما في قصيدة لا تخص غرضها الحسين ع لكنه ذكر في بيتين ، فيذكر بالهامش عنوان القصيدة ولما قيلت وكيف تعرض لبيتين للحسين ع ، مع هامش لحياة الشاعر ، وغرض القصيدة ، وهل هي اصلها حسينية ام في غرض اخر وجاء ذكر الحسين فيها؟
مع ذكر القصيدة باللغة الام وترجمتها، وعلى أي بحر هي ، وترجمتها بالهامش مع مراعاة الترجمة انها ليست حرفية بل ترجمة شعرية مع إعطاء صورة القافية ، كما انه يراعي اللغة المتحولة كاللغة التركية مثلا فإن اصلها تكتب بالحروف العربية ، لكن مصطفى اتاتورك حولها الى اللاتينية ، ففي الهامش يذكر ان البيت اصله بالحروف العربية لكنه وجده مكتوب باللاتينية فيذكر اللغة الاصلية والمحولة مع الترجمة في الهامش ، مع ذكر المعاني التي يرى القارئ تصعب عليه ويحتاج الى قاموس فيها، مع ذكر التفعيلة .

    لم يترك لنا الشيخ محمد صادق الكرباسي الشعراء الذين ذكرهم التاريخ قد كتبوا قصيدة عن الحسين او شعرا ولم يصل الينا ، فهو ترك لنا حقل بهذه الأسماء متأسفا لعدم الحصول على القصائد متأملا سيجد يوما ما اثرا للقصائد ، كما انه ناقش اللغة من حيث معاجمها القديمة والقاموس الحديث، وذكر اسم القواميس مع بعض التغيرات في كلماتها - مثلا اللغة الاردوية لا للحصر – حرف الالف الممدودة ١٩٩ كلمة وحرف الالف المقصورة ٩٠١ كلمة حرف الباء ٧٩٩ كلمة الخ الى إحصاء جميع الكلمات المتغيرة ٦١٩١ كلمة عن القاموس الحديث الذي يضم ١٢٥٠٠٠ كلمة، وهذا بحد ذاته جهدا كبيرا إضافة الى كتابة اللغة وارشفة الشاعر واستخراج البحر حسب تاريخ وجود القصيدة الحسينية، فان اول بيت ذكره في اللغة اردوية بالديوان يعني انه لم يعثر الكرباسي على بيت قبله مع احتفاظ الديوان على التقفية من حيث يبدأ بالألف.. الخ فالبيت الأول للأردو لبرهان الدين بن شمس العشاق جانم الميرانجي ت ٩٩٠ هـ

مُحَرّمْ كَا چَنْدَرْ ٻھرْ کَھَنْ  پُـو لـے  مَاتَم  ہُـوا  پَيْدا

             مُحِبَّاںْ  کِـے  دِلاںْ  مِيںْ سَبْ شَـہَـاںْ کَا غَمْ ہُوا پَيْدَا

             باللطم على الحسين لاح من محرم هلال في السماء

             وبدا الحـــزن في قـلوب عـشـاق ســـلطان كــربـلاء

فالمتأمل للبيت صعوبة التنضيد مع ان اللغات لا يوجد فيها حركة، الا انه حركها مقاربة لصوت اللغة الاصلية، كي تلفظ بصورة صحيحة، ولا يحتاج الدارس او الباحث عن اللفظ   مع ان صوت ـ ن ـ يختلف عن صوت ـ ںْ ـ وهكذا باللغة التركية فصوت – i-  يختلف عن صوت ـ ı ـ كما باللاتينية مع انه يكتبها بالحرف العربي ومع الترجمة باللغة اللاتينية مثال اول بيت وجد في الشعر التركي لمحمد بن إبراهيم الخرساني المعروف بحاج بكتاش ولي ت ٦٧٠هـ :

             ذَبِيْحُ اللهْ گِيبِي كِئچْ خَنْجَرِ زَخْم شَهَادَتدنْ

             دِيارِ كَرْبلادَهْ  يَا  حُسَيْنْ أولْ يَا دا عنقـا

             Zebihu'llah gibi geç hancer-i zahm-i şehâdetden

             Diyâr-i  Kerbelâ'da  ya  Hüseyn  ol  ya   da   Anka

             كذبيح الله عبر السكين شهادة وجعها شدن

             في منازل كربلا هو حسين او طائر العنقا

ذاكرا ان التفعيلة مفاعيلن ملخصا بالهوامش حياة الشاعر والمناسبة التي قيلت فيها القصيدة، لافتا الى ان القصيدة اصلها بالحروف العربية، لان الشاعر توفي ٦٧٠ هـ بينما الحروف اللاتينية بالعهد الجديد بعد اسقاط الخلافة العثمانية بقيادة اتاتورك .

     الجهود في الدواوين لا يمكن حصرها، وهي كذلك مجزئة الى جزء اول وثاني وثالث، مع ان بعض الشعراء كتبوا بالفارسية والتركية كالشاعر الفضولي البغدادي نجد ان قصيدته بالفارسية بالديوان الفارسي، وبالتركية بديوان الشعر التركي.

    ثمة دواوين في طور التجميع وأخرى في المطابع، والتي اكتملت في المطابع حسب اتصالي مع المكتب، هي : ديوان الشعر الفرنسي، وديوان الشعر الألماني، وديوان الشعر الالباني، في نهاية المطاف لا اعتقد ان أي مؤلف وصل الى ما وصل اليه الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي وفقه الله وحفظه ليكمل لنا سفر الحسين ع من كل المعمورة ، وجهده لا يثمنه شخص، لأنه جهد بدأ فيه من الثمانينات الى يومنا هذا مع ان المؤلفات الأدبية كالغدير للاميني وادب الطف لجواد شبر قد سبقه بالشعر العربي، فهو أوسع ولملم ما فات، ومع ان موسوعة الريشهري الحسينية كتب فيها عن الحسين وما كتب عنه الا ان انها اختلفت في ترتيب الأجزاء فهي اجزاءها متسلسلة ثابته ودائرة مغلقة مع ان حجمها لا يصل الى حجم دائرة الكرباسي فان اجزاءها لا اقل ومعلوماتها لم تصل الى موضوعات وما وصل اليه الكرباسي .

    في الأخير يمكن ان نعبر عن ان الدوواين اوفت ومازالت مفتوحة وقد ذكر المؤلف في كل ديوان مناشدة لمن يحصل على قصيدة او معلومة مراسلة المؤلف على العنوان الاميل

الاليكتروني markaz121@hotmail.com  او info@hcht.org

  او الموقع الاليكتروني : www.Hussini-Enclopedia.com

  

 او  www.hcht.org   او العنوان : 45 peter Ave / Nw10 2DD / London  او الهاتف :

000442084513055   او فاكس : 00442084515899

 

*كاتب عربي/ العراق

تاريخ النشر ::9/10/2023 7:01:45 PM

أرشيف القسم

صفحاتنا على مواقع السوشيال ميديا