Mobile : 00436889919948 info@kunstundstadte.com
Follow us:

بوابة فيينا

حضور لافت في معرض فيينا التشكيلي "الماء سرّ الحياة"

حضور لافت في معرض فيينا التشكيلي


حضور لافت في معرض فيينا التشكيلي "الماء سرّ الحياة"

 

عبد الكريم البليخ*

 

بحضور جماهيري لافت نظمت جمعية "فن ومدن" في النمسا معرضاً تشكيلياً بعنوان "الماء سرّ الحياة" بمشاركة 14 فناناً تشكيلياً من النمسا، رومانيا، سورية، فلسطين، العراق، كردستان، البوسنة، كرواتيا، ألمانيا، ومنغوليا، حيث شاركوا بأكثر من 46 عملاً فنياً

وتفرد المعرض بالتنظيم الجيد، فضلاً عن المشاركات القيمة والغنية

 ومن بين الفنانين الذين شاركوا في المعرض ولفتت لوحاته انتباه الحضور كل من الفنانين ميلاد حامد وفائق رسول، وهما فنانان تشكيليان من العراق ويقيمان في النمسا، وكانت الأعمال المشاركة تضمنت أساليب متنوعة في الواقعية والتعبيرية، أضف إلى مشاركة الفنانين والفنانات الذين شاركوا في المعرض بلوحات تجريدية عن الطبيعة، ناهيك عن المشاركة بأعمال كاريكاتيرية وأخرى مشغولة بالاكليريك، ومنها لوحات مشغولة بإتقان من الجلود، وهي أعمال تجريدية أيضاً.

ومن المشاركات التي لفتت انتباه الحضور ووقف عندها الحضور مطولاً لوحتان للفنان العراقي ميلاد حامد وفيهما نقرأ عن الحضارة العراقية المتمثلة في سومر، أكاد، آشور، وبابل.

وتوظيفه للحضارة وثقافة الرافدين في مشاركته..

أضف إلى ما تضمنته لوحاته من تحف فنية وإبداع حقيقي، ونظرة الفنان المهتم بالأزياء، ما شجّعه على الاهتمام بالمناخ وتوظيف كل ذلك في حل كثير المشكلات التي تقف حجر عثرة في الافادة من الطبيعة التي تتجلى بالخضرة والماء والوجه الحسن، في حين أنّه سبق أن أقام معرضاً تشكيلياً بمشاركة نخبة من الفنانين في العراق، بعد زيارة إلى الأهوار، وكانت بمثابة ترويج عن السياحة، كما يؤكد، في العراق بلد الحضارات، وبعدها أصبحت الأهوار محمية دولية تهاجر إليها الطيور من كل أنحاء العالم

وفي إحدى لوحاته يصور الفنان التشكيلي كيف يتمّ رش الماء وسكبها خلف ذاك الإنسان الذي ينوي الذهاب بعيداً إلى حيث المشاركة في الحرب، أو مهاجراً أو باحثاً عن عمل وغير ذلك، ويتأمل أهله عودته سالماً معافى برش الماء عليه، وهي ثقافة متوارثة درج عليها أهل العراق إلى اليوم

إنَّ مشكلة المياه، كما يؤكد الفنان ميلاد حامد، مشكلة قديمة ـ حديثة ما زالت قائمة، وهذا ما يعاني منه العراق بصورة خاصة على الرغم من أنه يتغذّى على نهري الفرات ودجلة ويمران في أراضيه.

ويمكن أن نقول أن العراق هو بمثابة "فينيسيا" الإيطالية، ومشكلة المياه تظل قضية مهمة تشغل العالم برمته، أما في النمسا يشير إلى اهتمام الناس بالبيئة والمناخ مسؤولية الجميع، ومشاكلها تعالج من قبل الحكومة بصورة دورية وعاجلة

وفي الإطار ذاته شارك الفنان فائق رسول بأربع لوحات وقف عندها الجمهور مطولاً.

لوحات تقرأ فيها كثير من الصور المبهمة للحياة والدور الذي يلعبه الإنسان وما زال تجاه أخيه الإنسان، وللسوداوية نصيبها في حياته على الرغم ما هو عليه من روح وجمال وغنى ومعرفة.

لوحاته في الواقع فيها من الجديد ما يكفي في تناول لون من الفن ومستخدماً اللونين الأبيض والأسود ما زادتهما جمالية وانبهار بالنسبة للحاضرين، وهو الفنان المتمرس لمهنته العاشق لها والمتعمّق بجذورها

وكي لا نبخس حق بقية المشاركين في المعرض، فقد كانت هناك مشاركات صادقة زينت جدران المعرض بلوحات ملفتة، بالتأكيد أن أغلبها يرمز إلى الماء باعتباره يشكل جانباً مهماً من حياة الإنسان

وعلى هامش المعرض التشكيلي أقامت الجمعية أمسية شعرية شارك فيها كل من الشاعرتين غابريلا سيمس وفينسا تون هوهنشتاين من النمسا، وقام بترجمة النصوص الشاعر السوري المخضرم علي الحسن، كما شارك في الأمسية الشاعر فؤاد ديب من فلسطين

والشكر موصول للزميلين طلال مرتضى مؤسس "فن ومدن" وحسن ططري على الجهد الكبير في تغطية فعاليات المعرض والأمسية في الصوت والصورة، وإجراء الحوارات مع الفنانين الذين شاركوا في المعرض، إضافة إلى مشاركة لافتة من الجماهير التي كان لها حضورها، فضلاً عن الزملاء الصحفيين الذين تركوا بصمة في الاحتفالية الرائعة..

وفي هذه المتابعة نسجل بطاقة شكر للفنان ياسر الشيخ الذي أمتع الحضور بعزفه المنفرد على العود

 

*إعلامي سوري/ فيينا

تاريخ النشر ::9/23/2023 6:18:15 AM

أرشيف القسم

صفحاتنا على مواقع السوشيال ميديا