Mobile : 00436889919948 info@kunstundstadte.com
Follow us:

بوابة فيينا

لم تكن مسرحية.. مجرد خمسون دقيقة

لم تكن مسرحية.. مجرد خمسون دقيقة




لم تكن مسرحية.. مجرد خمسون دقيقة

جمهور مغرر.. استجروه للمكاشفة

 

فن ومدن*

 

ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

الأمل قطار عابر، غادرنا على غير هدير ، كظم على هدوء محكم سحابة الدخان، كي لا يتسنى لنا ان نطلق العنان لمناديل الوداعات لتهفو بتلويحة واحدة أو نقتنص نصف عناق غامر وفي أضعف الأوزار، كسرة من قبلة حانية.

ولأن قطارات المدن الباردة لجوجة، لا تحفظ تصاوير وجوه راكبيها، استحالت مقاعد انتظارها دفاتر ذكريات لكل عابري فسحة الأمل المزعومة.

المقاعد كناية لحضور لم يكتمل، والذكريات فاصلة موسومة بدلالات الغياب، الحضور والغياب بدع الهي، لا سطوة لنا عليه، وحده آمر الدروب "لالش" العظيم القادر على فتح كوة الضوء، ليستحيل العناق قاب قبلتين أو أشهى في ردهة المحطة الباردة.

الذين أولموا ل" غياب مكتمل الحضور" غرروا بنا عن سابع نية، حين قالوا: إن الحكاية مجرد هرج ومرج، تعالوا لنكسر من خلالها سطوة برد وعزلة المدينة البادرة، لم نكن جاهزين للوقوف أمام مرايانا، لم نكن على عجل لكي نعيد ترتيب خساراتنا من الأصغر إلى الأكبر أو بالعكس، بصراحة مطلقة، لم نكن جاهزين على مواجهتنا، المواجهة التي كنا نهرب أماما منها.

صانع "غياب مكتمل الحضور" أوقعنا في شرك حكايته، بعد أن ترك لمريديه أن يفتحوا أبواب غربتنا وغيابنا ولجؤنا وعزلتنا وضياعنا على مصاريعها/ حيث المكاشفة.

أنور ولارا استطاعوا الخروج من دائرة العتم التي حاصرتهم طويلا، وقفوا في دائرة الضوء غير مترددين، تخيلت لبرهة، إن الستارة ستنكشف على رجل وامرأة يرتدون أقنعة المسرح ليجسدوا أدوارهم كما المعتاد، لكنني وقعت في حيرتي حين اقتربوا من بقعة الضوء التي اتسعت، وأنا أتساءل، هل هم الممثلين أم نحن جمهور الحضور؟!!!!

استضاف "لالش" المسرح الفيناوي ولمدة خمسون دقيقة بشق الصمت، مجموعة "مسرحنا في اغترابنا" القادمة من المانيا لعرض المسرحية "غياب مكتمل الحضور" والتي تدور أحداثها في إحدى محطات القطار، حيث يلتقي رجل وامرأة على مقاعد الانتظار على أمل لقاء مرتقب، القطارات لم تتوقف عن العبور، ولكن امد الغياب كان طويلا بما يكفي لفتح الكثير من الدفاتر بين الرجل الذي ذاب ملح قلبه وهو ينتظر حبيبته والمرأة التي استفاقت على خيبة غياب طويل لرجل لم يأت وربما لن يأتي.

جسدها على الخشبة الفنانة السورية لارا زنادري والفنان السوري أنور السيد وخاطها عباءتها نصا واخراجا السوري فراس الراشد

كان الحضور نوعي بما فيه الكفاية وبما يليق ب "غياب مكتمل الحضور".

التغطية الإعلامية: فريق فن ومدن، آيات حافظ، لوريس فرح، إسراء الطيار، سيف نجم وإبراهيم حجو.

 

*موقع إعلامي عربي/ فيينا.

     

 

 

تاريخ النشر ::5/11/2024 11:51:04 PM

أرشيف القسم

صفحاتنا على مواقع السوشيال ميديا