Mobile : 00436889919948 info@kunstundstadte.com
Follow us:

بوابة القاهرة

عما يدفعنا للقراء

عما يدفعنا للقراء

عما يدفعنا للقراءة .. لماذا نقرأ، لماذا القراءة؟

بقلم : لطيفة محمد حسيب القاضي

  القراءة فعل ثقافي يمكن أن نصفه بالحرية.  فالعلاقة التي نعقدها مع الكتاب مرتبطة بلحظات من الحياة  وأمكنة واكتشاف أمر جديد الذي يؤدي بنا للخوض في نقاشات بشكل أفضل لأن في الكتب كنوز لا تضاهى. 

في لحظة استدعاء أسباب القراءة أتذكر مكتبة والدي التي تحوي العديد من الكتب المتنوعة كونه شاعرًا كبيرًا ومعروفًا .فبدأت أقرأ  الشعر و القصص القصيرة وأنا في سن العاشرة . فقرأت جزءًا كبيرًا من هذه المؤلفات  خصوصًا أنها تحيط بي كمكون طبيعي وقتها فقط عرفت أن القراءة تعطينا حياة فوق حياتنا لكي نعيش بشكل وفكر ونمط مختلف عما حولنا فتقربنا من الآخرين . فعندما أبحث أو أدون ينتج لي مصدر للقراءة.

 إن قراءتي للكتب ساعدتني على إلقاء نظرة مختلفة على  الحياة والعالم ، جعلتني أدرك أن هناك تجارب عميقة لأعيشها في ظل حياة مليئة بالفوضى وضغوطات الحياة لتعطي المتعة التي لا تضاهى. ولقد توجهت إلى نخبة من الكتاب العرب  بالسؤال عما يدفعهم إلى القراءة.. فكانت الردود كالآتي :

 فقد قال لي الشاعر الإماراتي عبد الحكيم الزبيدي :" إن القراءة هي مفتاح العلم ، وهي التي تفتح الآفاق وتُكسب الخبرات، وتنمي الذكاء وتثري الخيال وتصقل الشخصية. والقراءة هي المعين الذي يغذي الثقافة ويزيد من رصيد المعرفة ."

وبهذا المستوى ينظر الروائي و القاص الفلسطيني محمد نصار إلى فعل القراءة  فيقول:" أعتقد أن القراءة عامل هام وأساسي في تشكيل المخزون الثقافي والمعرفي بشكل عام والقصصي على نحو خاص، ربما كان للواقع المحيط بنا في فترة السبعينات أثر كبير في هذا التشكل ،  حيث لم تكن مكونات الترف الموجودة الآن من  تلفزة ووسائل التواصل الحديثة موجودة في حينه ولم يكن متاحاً سوى المذياع والكتب، فوجدت في الكتب ضالتي التي تأخذني من بين أزقة المخيم وحواريه إلى عوالم أكثر رحابة وسعة، فكان الكتاب رفيقي الأول والأهم، منذ صباي وحتى يومي هذا وبالتالي بدأ هذا المخزون في تشكيل موهبة مبيتة في داخلي وإخراجها على النحو الذي هي عليه الآن".

أما  الشاعرٌ والباحثٌ والمترجمٌ الفلسطينيٌّ د. محمَّد حِلمي الرِّيشة  فيبدو عليه ينظر للقراءة على أنها الهوية الثقافية  الواعية فيقول:" القراءةُ؛ تفاعلٌ وتفعيلٌ للمهارةِ الذَّاتيَّةِ بينَ شخصيَّةِ القارئِ والمقروءِ باعتبارِها مكسبًا لعقلهِ البشريِّ، وتعقُّلهِ القرائيِّ المتحمِّسِ للتَّشبُّعِ بخبراتِ تنشيطِ ذاكرتهِ الثَّقافيَّةِ، وشخصيَّتهِ السَّليمةِ، بتطويرِ قدراتهِ القرائيَّةِ والاستيعابيَّةِ، وتفعيلِ رؤاهُ الإِنسانيَّةِ الحضاريَّةِ المتحضِّرةِ ليرقَى معرفةً، وسلوكًا، وممارسةً، وتنظيرًا فعَّالًا، فهيَ اللَّبنةُ الأُولى لبناءِ شخصيَّةِ الإِنسانِ بناءً دائمًا، وتكوينِها تكوينًا سليمًا، ليتميَّزَ بهويَّتهِ الثَّقافيَّةِ الواعيةِ.

 ويستكمل قائلًا :" القراءةُ؛ هيَ المدرسةُ مؤَسَّسةً تعليميَّةً تعلُّميَّةً، لوضعِ اللَّبناتِ الإِضافيَّةِ؛ السَّيكولوجيَّةِ والنَّفسيَّةِ، وتدريبِ الذَّاكرةِ علَى الحفظِ، والتَّركيزِ، وتقنينِ الاطِّلاعِ؛ لتتوالَى المسيرةُ الحثيثةُ لبلوغِ عتبةِ القراءةِ التَّحليليَّةِ، والَّتي لا تتأَتَّى إِلَّا بعدَ رغبةٍ أَكيدةٍ فِي التَّلقِّي، والتَّثقيفِ الذَّاتيِّ، وبمساهماتٍ منْ جهاتٍ فاعلةٍ تثقيفيَّةٍ أَيضًا، وأَفرادٍ متفاعلينَ فاعلينَ ثقافيًّا فِي المجتمعِ، فثقافتُنا الحاليَّةُ هيَ إِعلاميَّةٌ تكنولوجيَّةٌ، بكلِّ أَشكالِها السَّمعيَّةِ والبصريَّةِ، أَكثرَ مِنها قرائيَّةً خطِّيَّةً؛ حيثُ غدتِ الثَّقافةُ المعرفيَّةُ ذاتَ توجُّهٍ معلوماتيٍّ متسارعٍ جدًّا فِي ظلِّ هذهِ الآفاقِ الرَّقميَّةِ".

أما السفير والأديب والشاعر الفلسطيني الدكتور عبد الرحمن بسيسو يرى أن  نقرأ تعني الكثير ويعتبرها سعي عقلي وجداني  فيقول :" أقرأ لأنني كائنٌ بشريٌّ يُلْهِبُهُ السَّعي لإدراك جوهر إنسانيته؛ فالقراءةُ، بشتى أشكالها، وبتنوع مجالاتها المعرفية: الأدبية، والفنية، والجمالية، والعلمية، والتاريخية، والفلسفية، والأسطورية، والدينية الموغلة في الأسطرة والقدامة، والتكنولوجية التي شرعت في مجافاة كل قدامة وكل حداثة لتنفتح على أزمنة لا يَسِمَهَا ولا يُقررُ مآلاتها سواها، وكذا بتظافر الحواس والملكات والحُدوس التي تجعلها قراءةً مُمْكِنةً، مُبدعةً وخلَّاقةً، هي وحدها التي تؤهلني لإلهاب هذا السَّعي العقلي والوجداني المُتَواشِج، ولإجادة توجيهه عبر إحسان التبصُّر في كل ما أقرأ، والتأكد من استيعابه وفهمه وتكثيف خلاصاته، ومن اكتناز هذه الخلاصات في ذاكرة العقل، لأتمكن من الوصول، عبر إعمالها وفي ضوء أنوارها، إلى الغاية المنشودة التي يُتَوِّجها وصولي إلى كمالٍ إنسانيٍّ يُنقصه، بالضَرورة، كلُّ كمالٍ يتم لي إدراكه؛ إذ لن يكون للكمال الذيَ نَشَدْتُهُ، وسعَيْتُ إليه، فأَدركتُهُ، إلا  أنْ يُحَفِّزَ الذَّاتَ الإنسانيةَ التي صرتُ إليها لحظة إدراكه على متابعة السَّعي لإدراك كمالٍ إنساني أعلى، وأجلَّ، وأسمى."  

مضيفًا عن القراءة فهي إمتاع ونفع  ومثابرة ولحظة ميلاد جديدة  قائلاً: "عبر القراءة الجادة، هَاتِهِ التي يتعادل فيها ما تنتجه من إمتاع ونفع مع ما تتطلبه من جهدٍ عقلي ومُثابرة، تتوسَّعُ حياة الكائن الإنساني وتمتدُّ في فضاءات الكون ومدارات الوجود، وتعمقُ إيغالاً في مراحل التاريخ البشري، والحضارة الإنسانية، وأحقابهما، لتلامس بدء الحياة البشرية منذ آدم إلى آخر إنسان سيُولد، ولتذهب صوب الإطلال على معرفة كل ما سبق وجود الإنسان في الوجود وكل ما اتصل بصيرورة وجوده فيه، وكل ما قد أعقب لحظة ميلاده وانبثاق وجوده التاريخي الحضاري المفتوح على وجود لا ينتهي ولا يتناهى."

أما الروائي   طلال مرتجى من سوريا المقيم في فيينا :" إن القراءة زاد أدمغتنا ، الدماغ الذي لا يتغذى منها ، خَمول ويعاني من قصر النظر بكل الأحوال." 

وعن الذي يدفعه للقراءة يقول :" ما يدفعني للقراءة هو الخروج من فضائي وعالمي الذاتي إلى فلوات الآخر وعوالمه ، والجواب الكلاسيكي للسؤال لماذا نقرأ هو : نقرأ كي نسافر ونكتشف. والاكتشاف والسفر هو ما يشكل ذاكرتنا الجمعية ". 

بالنسبة للروائي  كرم الصَّبَّاغ من مصر : " كما لا  يتصور عاقل أنَّ بمقدور المرء الاستغناء عن حاجات الجسد الفسيولوجية من غذاءٍ و شرابٍ و  هواءٍ، فإنَّه لا يتصور الحياة بدون قراءةٍ؛ فهي الوسيلة المثلى لتربية الذوق و الضمير و تنمية  الشعور لدى الفرد بإنسانيته، و كرامته، و من ثَمَّ شعورِه بالآخرين ، بغض النظر عن ألوانهم أو أجناسهم أو ثقافتهم؛ و ذلك من خلال الإبحار يومياً بشكل منظم دؤوب في شتى بحار المعرفة و الفنون و الآداب و العلوم، التي أنتجتها البشرية، وَالَّتي تعتبر في الوقت ذاته الركائز الأساسية لكافة المشروعات الحضاريَّة، التي أنتجتها البشرية قديما و حديثا الكم. "

أما الصحفي والكاتب  والاعلامي ياسين عدنان من المغرب :" أقرأ لكي أكتب لقد تحولت معي القراءة إلى مهنة فإني أقرأ دوماً في كل الأوقات. وأقرأ في أكثر من كتاب في نفس الوقت. وأعتبر نفسي قارئا من نوع خاص لدي فوضى منظمة في القراءة. أنا أقرأ وأكتب في نفس الوقت ونتج عن فعل القراءة نصوص أدبية. وفي الوقت الآني أصبح المغاربة يقرؤون ويكتبون ولكن نحن لا نقرأ بالقدر الكافي ". أضاف من ناحية اعتبار تدوينة الأصدقاء على وسائل التواصل الاجتماعي تدوينة تعبر عن فعل القراءة :" أعتبر التدوينة جنسا أدبيا جديدا  له تقنياته الخاصة و إني أحتفي به  فيجب أن نستثير بها. و إن فعل القراءة يتحقق عن طريق قراءة التدوينات الموجودة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأن الهاتف أداة للقراءة ".

ومن اليمن تؤكد الأديبة الدكتورة منى المحاجري  : " نحن نقرأ لنحيا لأن القراءة هي سبيل المعرفة  وللقراءة أيضا قيمة جمالية فلا تنحصر أهمية القراءة في الجانب المعرفي والتعليمي ولكن في القيمة الجمالية التي تمنحنا اياها قراءة الأدب بمختلف فروعه . 

يؤكد الاعلامي مصعب  أحمد من العراق :" لمعرفة التاريخ والحاضر والمستقبل ونقتفيَ آثار المعلومات الغنية بالثقافة العامة والخاصة كي نتطلع إلى الأمام ونرصد ونستفيد من تجارب الآخرين ونطلع على أحوال الشعوب والأوطان وما فيها من علماء وأدباء وشعراء وكتاب كي يصبح القارئ موسوعة غنية بالمعارف والثقافة العامة".

الإعلامي العراقي أحمد مالية يقول عن القراءة :" إن القراءة متعة رائعة و أحد العناصر التي تربط أبناء البشر بعضهم بعض لا عجب إذا ترى هذا الكتاب المثير والزاخر بالمعلومات هذا الكتاب الشخصي الشامل يطوف حول العالم. كتاب يفتح الأبواب من أجل الدخول إلى عالم محفوف بالأسرار كتاب لا يترك القارئ لحظة واحدة وحيدا على الرغم من كثرة المعلومات والاقتباسات والملاحظات القيمة التي تتحفنا بها.

ويرى أن القراءة عبارة عن تساؤلات متعددة فيستكمل قائلًا:" أجد ان اساس فكرة القراءة هو ذلك الفضول الذي يولد في عقول البشر والتي تتجسد على شكل تساؤلات عن الأشياء والظواهر التي يتعامل معها، فلولا هذه التساؤلات لما كتب الكاتب نفسه حرفا واحدا ففكرة الكتابة مقترنة بموضوع القراءة لأنهما يدوران حول مسألة هامة وهي إثراء الفضول العقلي و إطفاء تلك التساؤلات."



تاريخ النشر ::9/6/2024 6:30:50 PM

أرشيف القسم

صفحاتنا على مواقع السوشيال ميديا