Mobile : 00436889919948 info@kunstundstadte.com
Follow us:

بوابة دمشق

"أكثر بكثير" نص نواياه تراود فكرة "الفني"!!..

"أكثر بكثير" نص نواياه تراود فكرة "الفني"!!.. طلال مرتضى* بعيدا عما يلمح إليه العنوان العالي "أكثر بكثير" كمدخل أولي للغواية التي اعتمدها "ادموند دي كونغور" الفرنسي لاستنباط القدرة الكامنة في النص قبل الولوج بعمق المضمون المخبوء كعلامات دلالية له، تسلم قيادها طوعا لمريدها، بنفس الوقت، يحيلنا لمرجعية الحال لاستشفاف التواتر التصاعدي والذي يمكننا تتبعه كخط بياني ممتد بين نقطتين الأولى"أكثر" والتالية "بكثير" بينهم تماما يستطيع القارئ العارف الإمساك بخيوط اللعبة الإبداعية والتي يجهد صاحبها و بكل ممكناته مواراتها ليبقى وحده المتفرد في هذه الساحة، وكتعريف اصطلاحي نتلمس بفطرة الكلام عملية التزاوج الكمي بين المفردتين، كوسيلة ناجعة للتعبير عما لا نطيقهمن فداحة الحياة،أكثر بكثير مما نخلب به بين قوسي (الدهشة).. يتداعى هذا كله تحت العتبة "أكثر بكثير" التي أسسها الكاتب السوري الفنان بسام كوسا لتكون بابا آخر لحيوات أخرى، ربما عشنا بعض تفاصيلها أو سمعنا عنها. وكي لاينفتح فرجار التأويل أكثر بكثير مما عليه الحال، أجزم بأن الكوسا أراد من هـذه المروية أن تكون النسخة الطبق الأصل لصورة الانسان السوري الذي استفاق من مغبة همومه، ليجد بأنه زج عن طريق العمد بدوامة حرب ليس له فيها لا ناقة ولا جمل. "مبروك" بطلها أنا وأنت بغض النظر عن الضفة التي تقف على هاويتها أو الملاذ الذي تعتقد بأنه أمن. حكاية مبروك كفكرة عامة لرواية، قد يتناولها القارئ على غير نفس ومنذ صفحاتها الأولى، من باب ان الدور الذي فصله الكاتب لبطله مبروك -وكما اسلفت في المطالع- يتناسب مع مقاس كل مواطن سوري، هـذا إذ لم يكن كل عربي، يمكن ان يتلبسه لكون واقع الحال صار واحد، يعني بالمعنى العامي، هـذا الدور أحنا عشناه ولم نزل نكابده. ومن هنا يفضي هذا الكلامإلى أن الرواية تقف على قائمين اثنين بعد سقوط القائم الأول "الفكرة" لتبقى على قائم "اللغة" وقائم "المعمار" وبرأيي ليس في هذا مثلبة على الرواية كعمل ادبي من ناحية معمارها، فبعيدا عن فكرة القوائم هذه، يستطيع العمل الإبداعي خلق حضور لافت من خلال وقوفه على قائم واحد، فكثير من الروايات نجدها تعتمد على عامل اللغة وأخرى تتكئ على فعالية الحدث هذا بمعزل عن الرواية التي تقوم على الفنيات العالية معتمدة على ما يخلقه الكاتب من فعالية تشويقية وغيرها.. الخ. من عايش الأدوار الفنية التي ارتكبها الكاتب كفنان، عرف عنه في الوسط الفني بـ(اللبيس) سيهمس في دخيلته: هذا هو بسام كوساالممثل بشحمه ولحمه. فمع انسيابية اللغة وتماسكها حتى سطر المروية الأخير لا يمكنني نفي تأثر الكاتب بلغة السيناريو وهذا واضح وبدون أي لبس من خلال اشتغاله خلق جمل تعبيرية تنحاز أكثر للغة السيناريو الذي يخفت من الشائق السردي، وهذا يشي أن بسام كوسا كتب "أكثر بكثير" بجلباب الفنان العارفأكثر بكثير من الفصال الذي خاطه ليكون على مقاس مبروك البطل ككاتب. بسهولة يمكن للمرء استشعار حركة مبروك الفنية على أرض الحدث أبعد من كونها اشتغال قرائي. عمد الكاتب بعناية العارف على تشكيل وبناء شخصية مبروك لتكون وحدها دينمو مرويته وهذا على حساب الشخصيات الثانوية والداعمة والتي أوكل ايضا لمبروك دور إفشاء هوية كل منها، علما بأنه كان قادرا على استنطاق تلك الشخصيات للاستفادة القصوى من حضورها في العمل، كشخصية إيليا اليهودي، والأستاذ الجامعي الذي ترك البلاد بعدما وصل وضع البلد إلى ما وصل إليه، وكذلك زوجة برهان التي ماتت ووليدها مسمومين، ألا تتعادل كفتي الجهل والحرب في هذا المقام؟!!. خيوط عديدة فلتت من حبكة بسام كوسا الكاتب وبقيت اسئلتها معلقة دون أجوبة، كان يمكن جمعها في عقدة واحدة للخروج بنص روائي فادح. ثمة سؤال أخرق يدغدغ سكون رأسي، سألته ذات قراءة لوحيد الطويلة صاحب "باب الليل" المشهورة، وواربني الجواب الذي فلت منه-في لقاء تلفزيوني- على حين سهو، أود أن أكرره بحضور الكاتب الفنان بسام كوسا، هل أردت أثناء الكتابة أن يكون نص "أكثر بكثير" محمل على الفن؟!. بالمجمل نص الرواية قابل للقراءة ويندرج تحت سقف السهل الممتنع، فالاشتغال اللغوي سليم وهو ما يعطي القراءة سلاسة. • كاتب عربي| فيينا.

تاريخ النشر ::11/16/2022 2:13:15 PM

أرشيف القسم

صفحاتنا على مواقع السوشيال ميديا