لغة جديدة.. للحياة

 قلق طفلك في المدرسة

د.فايزة حلمي

قلق طفلك في المدرسة: كيف تكتشفه ، وماذا يمكنك أن تفعل

         قد يكون من السهل نسبيًا اكتشاف القلق في المدرسة في بعض الأحيان، يشعر الطفل بالتوتر قبل إجراء الاختبار أو قبل مقابلة أشخاص جدد، لكن يختلف كل طفل عن الآخر، ويمكن أن يتخذ قلقه مظهرًا يشبه اضطراب المعدة، الثورة، سلوكيات تخريبية،  اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، أو حتى اضطراب التعلم في بعض الأحيان.

         المشكلة هي أن ملايين من الطلاب؛ يعانون من قلق كبير دون التعرف عليه أو معالجته على الإطلاق.، إذا تُرِك هؤلاء الطلاب دون معالجة؛ فقد يواجهون اضطرابات كبيرة في أدائهم الأكاديمي والاجتماعي والعائلي.

أنواع القلق المرتبط بالمدرسة

         تتراوح معدلات الانتشار للذين يعانون من اضطرابات القلق بين 2-27٪ ، اعتمادًا على الاضطراب المحدد، عمر الطفل، وطريقة القياس، والفترة الزمنية التي يتم فيها قياس الأعراض.

         تتضمن بعض أشكال القلق التي يمكن أن يعاني منها الأطفال ما يلي: قلق الغياب (القلق بشأن الغياب المؤقت عن مقدمي الرعاية)، القلق الاجتماعي (صعوبة المشاركة في الفصل والتواصل الاجتماعي مع أقرانهم بسبب الوعي الذاتي المفرط)، الخرس الانتقائي (صعوبة التحدث في بعض الأماكن )، القلق العام (القلق بشأن مجموعة متنوعة من الأشياء اليومية ؛ الأداء المدرسي وأحيانًا الكمال)، اضطراب الوسواس القهري (المثقل بالأفكار المجهدة، يحاول الأطفال المصابون بالوسواس القهري تخفيف القلق من الطقوس القهرية)، والرهاب المحدد (عندما يكون لدى الأطفال خوف مفرط وغير عقلاني من أشياء معينة ، مثل الحيوانات أو العواصف).

         بالإضافة إلى ضعف التعايش ؛ يرتبط قلق الأطفال غير المُعالَج أيضًا بالاكتئاب المزمن، لذلك؛ من أجل منع هذه النتائج الضارة المُحتملة ، من الضروري بدء العلاج في أقرب وقت ممكن بعد العرض الأولي لأعراض القلق.

التعرف على العلامات

مع أخذ كل هذا في الاعتبار ، إليك بعض النصائح المفيدة حول كيفية التعرف على علامات القلق لدى الأطفال في سن المدرسة.

   *- التململ والضجر

      عندما يتململ طالب في مقعده ولا يركز، فإنه يميل إلى أن يبدو مثل اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، ولكن القلق قد يكون السبب أيضًا، عندما يكون الأطفال قلقين في الفصل الدراسي؛ فقد يواجهون صعوبة في الانتباه إلى محتوى الدرس، وضبط الأفكار المقلقة التي تطغى على أدمغتهم، يبدو الأمروكأنه تململ، لكنه بدأ بالفعل بسبب القلق.

   *- رفض المدرسة والتشبث

      بالنسبة للأطفال الذين يعانون من القلق من المدرسة بانتظام؛ فإن رفض الذهاب إلى المدرسة أمر شائع جدًا، قد يشتكي الأطفال الذين يعانون من رفض المدرسة من الأعراض الجسدية قبل وقت قصير من المغادرة إلى المدرسة، أو يطلبون مرارًا زيارة ممرضة المدرسة، إذا سُمح للطفل بالبقاء في المنزل، فقد تختفي الأعراض بسرعة؛  لتعاود الظهور في صباح اليوم التالي.

     قد يؤدي بدء المدرسة والانتقال وأحداث الحياة الضاغطة الأخرى؛ إلى ظهور رفض المدرسة، تشمل الأسباب الأخرى لرفض المدرسة؛ خوف الطفل من حدوث شيء ما لأحد الوالدين حين يكون في المدرسة، أو الخوف من عدم أدائه الجيد في المدرسة، أو الخوف من طالب آخر، بالإضافة إلى ذلك؛  فإن الأطفال الذين يواجهون صعوبة في الابتعاد عن والديهم بالذهاب للمدرسة؛ لا يبدو أنهم يتأقلمون مع هذا على مدى فترة من الزمن.

  *- الانفجارات والسلوكيات التخريبية الأخرى

     التصرف في الفصل هو سلوك لا يرتبط عادة بالقلق، ولكن عندما يركل الطالب كرسي الطفل أمامه باندفاع، أو ينفجر في نوبة غضب، أو إذا كان أحد الأقران لا يتبع القواعد، فقد يكون القلق هو السبب الجذري للسلوك، علاوة على ذلك؛ قد يطرح الأطفال الذين يشعرون بالقلق الكثير من الأسئلة، بما في ذلك الأسئلة المتكررة، لأنهم يريدون الطمأنينة بشأن قلقهم، يمكن للقلق أيضًا أن يجعل الأطفال يتصرفون بعدوانية، عندما يشعر الأطفال بالضيق أو التهديد ولا يعرفون كيفية إدارة مشاعرهم؛  فمن المرجح أن يتشاجر بعض الأطفال، قد يبدو هذا في شكل هجوم على طفل آخر أو مُعلِم، أو رمي أشياء ، أو دفع الأشياء لأنهم يشعرون بأنهم خارج نطاق السيطرة.

  *- محاولة تجنب الاستدعاء في الفصل

          في بعض الحالات، يكون أداء الأطفال جيدًا بشكل عام في الواجبات والاختبارات، ولكن عندما يتم استدعاؤهم في الفصل، فإنهم يعانون، عندما يكون الأطفال قلقين بشأن الإجابة على الأسئلة في الفصل؛ فقد يقطعون الاتصال البصري بالمعلم، ويبقون رؤوسهم منخفضة ويتظاهرون بأنهم يعملون على شيء آخر، وإذا تم استدعاء الطفل في نهاية المطاف، فقد يتجمد الطفل مِن القلق كثيرًا؛ لدرجة أنه لا يمكنه الاستجابة، على الرغم من انتباهه في الفصل ومعرفته الإجابة.

مشاكل مع مواضيع محددة

       *- صعوبة فَهم مادة

     عندما يبدأ الطفل في ملاحظة وجود صراع مع مادة معينة في المدرسة، فقد يتم الخلط بينه وبين اضطراب التعلم، بينما يتعلق الأمر بالفعل بالقلق، عندها يبدأ في الشك في قدراته في هذا الموضوع، يمكن أن يتسبب ذلك في القلق الذي يبدأ في إعاقة تعلمه أو عَرض ما يعرفه عن الموضوع.

  *- عدم تسليم الواجبات المنزلية

     عندما لا تقوم إحدى الطالبات بتسليم واجباتها المدرسية، فقد يتم الخلط بينه وبين الكسل بينما يكون الأمر قلقًا حقًا، مِن أنه ليس جيدًا بما فيه الكفاية، يمكن أن يؤدي هذا النوع من القلق إلى تخمينها الثاني لنفسها، مما قد يؤدي إلى قضاء الكثير من الوقت في مهمة لا تنتهي أبدًا، يُعرف هذا أيضًا باسم الكمال، وعندما يكون الأطفال مفرطين في النقد الذاتي، يمكن أن يتسبب ذلك في تخريب الشيء الذي يحاولون جاهدين القيام به، بما في ذلك الواجبات المنزلية.

      قد يَظهر هذا النوع من القلق أيضًا كقلق مفرط قبل الاختبارات، ويبدأ في وقت أبكر بكثير من أقرانهم، وكميات كبيرة من الرهبة المتعلقة بالواجبات المنزلية والمواد الدراسية.

  *- تجنب العمل الجماعي أو التنشئة الاجتماعية مع الأقران

      عندما يبدأ الأطفال في رفض المشاركة في الأشياء التي تجعلهم قلقين، بما في ذلك العروض التقديمية الجماعية، فصل الصالة الرياضية،  القيام بعمل جماعي، أو تناول الغداء في الكافيتريا، فقد يبدو أنهم يفتقرون إلى الإنجاز، لكن العكس تمامًا قد يكون أكثر دقة، في بعض الأحيان يتجنب الأطفال الأشياء؛ لأنهم يخافون من ارتكاب خطأ أو أن يتم الحكم عليهم، ويتهربون من الأنشطة التي تجعلهم يشعرون بالقلق، عادةً ما يكون لديهم وقت أسهل بكثير في إظهار ما يعرفونه ، أو تقديم عروض تقديمية للمعلم بمفرده في جلسة فردية.

التسهيلات المدرسية للأطفال القلقين:

إن تعلم اكتشاف وتحديد أعراض القلق في وقت مبكر يمنح الطفل فرصة الحصول على تسهيلات في المدرسة ، مع تدخلات محددة لمساعدتهم على العمل بشكل أفضل. تتضمن بعض الأمثلة على التسهيلات المدرسية للأطفال القلقين ما يلي:

*- مقاعد محددة داخل حجرة الدراسة.

*- الاتجاهات: أو وجود إشارة عند إعطاء التوجيهات لأول مرة.

*- المشاركة في الفصل - استخدام إشارة لإعلام الطفل أن دوره قادم.

*- العروض التقديمية للفصل: السماح للطفل بتقديم العرض التقديمي للمعلم منفردا، أو تسجيل صوتي / فيديو في المنزل.

*- الإعفاء من الإجابة على الأسئلة على السبورة - اعمل على ذلك مع مطالبة الطفل بكتابة التاريخ على السبورة وتشجيعه تدريجياً.

*- شروط الاختبار: وقت طويل، مكان بديل وهادئ.

*- شخص آمن: وجود شخص في المدرسة يفهم مخاوف الطفل وقلقه.

*- توقعات الواجبات المنزلية : تقليل عبء الواجبات المنزلية، ووقت إضافي.

*- تمريرة التهدئة: الفرصة لترك الموقف لفترة وجيزة لتصفية رؤوسهم بإشارة بطاقة ملوّنة.

*- الجلوس في مجموعات كبيرة:السماح لهم بالجلوس في المكان الذي يشعرون فيه براحة أكبر.

                                *استشاري نفسي وكاتبة/مصر