جزائري

جزائري

جزائري
شعر/د. عبد الولي الشميري  

يا قلبُ أَيْنَكَ؟ أين وَلَّى خاطِري؟

وبأيِّ حَرْفٍ قَدْ أَخُطُّ دَفاتِري؟

لمَّا رَحَلْتَ إلى الحِسانِ وكُنتَ في

أوجِ المعالي والشَّبابِ النَّاضِرِ

وهَجَرْتَ أحلامي وأقلامَ الهوى

وذَهَبْتَ عِندَ خُوارِ عِجْلِ السَّامِرِي

وأبيتَ أنْ تَبْقَى مَعي وكأنَّنا

خَصمانِ يَقْتَتِلانِ دُونَ عَساكِرِ

يا قلبُ أَيْنَكَ؟ والحَياةُ قصيرةٌ

والوَصْلُ أَقْصَرُ مِنْ خَيالٍ عابِرِ

 

ما لي إذا جَحَدَ المَوَدَّةَ خائِنٌ؟!!

ما لي إذا جَرَحَ الأَحِبَّةُ خاطِري؟

ما لي أراكَ تَغِيبُ؟ أينَ تَقاطَرَتْ؟

بكَ غادِياتُ الحُبِّ في ذا الباكرِ

أإلى بلادِ الشَّامِ شوقُك والهوى؟

ودُموعُ عَينِكَ كالغَزيرِ الماطِرِ

أم نَحْوَ صَنعاءَ التي لِحَمامِها

تهفو ولِلأَرَجِ العَليلِ العاطِرِ؟

يا قلبُ قل لي: أين أنتَ؟ وما تَرى

أَتُحِبُّ؟ أم تَهْوَى جِراحَ مَشاعِرِي؟

ويُجِيبُ مِنْ خَلْفِ الضُّلُوعِ كأنَّهُ

في الأَسْرِ يَبكي مِن قيودِ الآسِرِ

ويقولُ قَلْبُكَ لم يَعُدْ في وُسْعِهِ

 صَبْرًا هنا يَبْقى لِقَيْدٍ آخَرِ

أنا لم أَعُدْ في النَّاسِ إلّا شاعِرًا

لا شيءَ إلّا الشِّعْرُ كلُّ مفاخِري

أنا في الحقيقةِ شاعِرٌ ومُحارِبٌ

وهَوايَ في حُبِّ الجِهادِ جَزائِرِي

إنَّ الجزائرَ والكِفاحَ مَلاحِمي

تُروى إذا كَتَمَ اللِّسانُ سَرائري

إنَّ الجزائرَ والكِفاحَ تَعاشَقا

وعَشِقْتُ ذَيْنِ العاشِقَينِ فحاذِرِ

ورَكِبْتُ مِنْ هَوْلِ الجَحيمِ خَنادقًا

وغَدَوْتُ مِنْ أَتباعِ (عَبْدِ القادِرِ);

وَطَنٌ عليهِ مِنَ الفِداءِ غِلالَةٌ

ومِنَ الشُّمُوخِ مَعاطفي ومآزِري

ولَثَوْرَةُ الأَوراسِ أَكْمَلُ عبرةٍ

فَبِأَيِّ شَرْعٍ أَنْحَنِي لِلجائِرِ؟

وبأيِّ مِيزانِ العُقولِ سَيَنْثَنِي الـ

ـطَّاغوتُ إلّا بالكفاحِ الزَّاخِرِ

إنَّ التَّحَرُّرَ لِلبِلادِ أمانَةٌ

للهِ في عُنقِ الحُسامِ الباتِرِ

ما عُدْتُ أَعْشَقُ والبِلادُ أَسِيرةٌ

ومُلَوَّثٌ يَلْهُو بِعِرْضٍ طاهِرِ

ما عُدْتُ أُعْرَفُ عَاشِقًا ومَتَيَّمًا

إنَّ الصَّبايا قد كَرِهْنَ جَواهِرِي

ما عُدْتُ أَعْرِفُ لِلرُّجُولَةِ حَقَّها

مُذْ حامَ حَولَ حِمى المَذَلَّةِ طائِرِي

عَفْوًا إذا جَفَّتْ عيونُ محابري

وغَرَفْتُ مِنْ بَحْرِ الغَرامِ الوافِرِ

لِلشَّاعِرِ المِنْطِيقِ أَجْنِحَةُ العُلَى

في قَومِهِ وسِواهُ ليس بِشاعِرِ

إنّي صَبَرْتُ وفي التَّصَبُّرِ ذِلَّةٌ

مازلتُ أَطْمَعُ في ثَوابِ الصَّابِرِ

وكَرِهْتُ زَجْرَ القاعِدِينَ عَنِ العُلَى

ومَلَلْتُ موعظةً ونَهيَ الزَّاجِرِ

وكَفَرْتُ بِــ(الفِيتو); اللَّعينِ وجورهِ

إنِّي غَدَوْتُ مَعَ الكِفاحِ جَزائري

 

إقرأ أيضًا

بوابة القاهرة

الشاعرة آلاء القطراوي: نستطيع أن نصافح النور عبر هذه الجوائز ونرسم صبحاً مختلفاً في سمائنا

الشاعرة آلاء القطراوي: نستطيع أن نصافح النور عبر هذه الجوائز ونرسم صبحاً مختلفاً في سمائنا
بوابة القاهرة

الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب ثرثارة

الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب ثرثارة
بوابة القاهرة

الدكتور الشاعر عبد الولي الشميري يكتب سلام من العطر

الدكتور الشاعر عبد الولي الشميري يكتب سلام من العطر
بوابة القاهرة

لطيفة القاضي تكتب قصة قصيرة بعنوان الليلة الأولى

لطيفة القاضي تكتب قصة قصيرة بعنوان الليلة الأولى
بوابة القاهرة

الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب قصيدة الكويت

الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب قصيدة الكويت
بوابة القاهرة

الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب ماذا أفزعك

الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب ماذا أفزعك
بوابة القاهرة

الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب قصيدة ما افزعك

الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب قصيدة ما افزعك


الاكثر شهرة
المؤتمر الطبي الأوربي العربي الأول بدمشق

  المؤتمر الطبي الأوربي العربي الأول بدمشق مؤتمر الياسمين   فن ومدن* تحت عنوان (الابتكارات الطب...

أسئلة مباحة في زمن صعب!!

  أسئلة مباحة في زمن صعب!! رامة ياسر حسين*       هل حصلنا على الحرّيّة حقًّا أم زادت المسافات...

عندما يغلق المراهق بابه كيف نفتح باب الحوار

  عندما يغلق المراهق بابه كيف نفتح  باب الحوار   ملاك صالح صالح*   في الكثير من البيوت العربية،...

الطفولة المعنّفة.. كيف تنجو من ذاكرة الجسد!!

  الطفولة المعنّفة.. كيف تنجو من ذاكرة الجسد!!   ملاك صالح صالح*   قبل أن تبدأ رحلتنا في بحر ال...

تابعونا


جارٍ التحميل...