جبَل
جبَل
جودت
فخر الدين*
لا
تحترسْ منّي
أنا
أصبحتُ مثلَكَ أيها الجبلُ العنيدُ،
فلا
أقيمُ لغيمةٍ وزْناً،
ولا
أمشي إلى هدفٍ،
ولا
أهتزُّ للريحِ التي تأتي مؤاتيةً،
أو
الريحِ التي تأتي معاكِسةً
أنا
أصبحتُ مثلَكَ راضياً،
مستسلماً،
متجاهلاً،
لكنني
أصبحتُ مثلَكَ راسخاً
لا
تحترسْ منّي، احتضِنّي
كُنْ
على ثقةٍ بأني قد تغيرتُ،
اقتبستُ
تماسكي منكَ،
استندتُ
إليكَ، بيْتي ها هنا
في
السفْحِ، سفْحِكَ، آمِنٌ،
يرنو
إلى الوادي،
إلى
السهلِ البعيدِ بدون خوفٍ أو مبالاةٍ،
لأنكَ
خلْفَهُ،
بِكَ
يتّقي كلَّ المخاطرِ،
كُنْ
على ثقةٍ بأني لن أخونَكَ،
بعدما
غادرتُ ما ألفيْتَهُ فِيَّ:
الهشاشةَ،
والترددَ، والتوجسَ،
كُنْ
على ثقةٍ بأني لن أخونَكَ،
وانْسَ
ما ألفيْتَهُ من قبلُ فِيَّ،
صَحِبْتَني
زمناً،
عُقوداً،
أيها
الجبلُ العنيدُ عرَفْتَني مذ كنتُ طفلاً،
فاطمئنَّ
إليَّ، واجعلْني ظهيرَكَ،
بعدما
آثرتُ أن تبقى ظهيري،
واقتربْ
منّي إذا آنَسْتَ شيئاً من شرودي،
واستَعِدْني
*أديب
وشاعر لبناني
تاريخ النشر ::1/17/2023 2:13:13 PM
أرشيف القسم