الوضع الداكن

أسئلة مباحة في زمن صعب!!

أسئلة مباحة في زمن صعب!!

 

أسئلة مباحة في زمن صعب!!

رامة ياسر حسين*

 

 

 

هل حصلنا على الحرّيّة حقًّا أم زادت المسافات بيننا كبشر؟

ألم تعلّمنا الحرب الطويلة، بأن الأوطان لا تُقام ولا تبنى بلون أو بصبغة واحدة؟

دين واحد حتى لو كان الأكثر حضورًا في بلد نشأت منه معظم الدّيانات لا يمكنه بناء وطن حقيقي، وهذا ينطبق على الطّوائف وعلى كلّ المجاميع والمكوّنات، من باب أنّ الوطن ربّ العائلة الأكبر ويحب كلّ أولاده بغض النّظر عن اختلافاتهم!

كيف نولم للانتصار من أفراح وأعياد من دون أن نسأل، من انتصر على من؟

هل انتصر دين ما على آخر أم طائفة على مثيلة لها أم أخ على أخيه؟

من يتسيّد يقصي ومن يقصى ينقلب عدوٍّا

من يصفق لانتصارنا علينا، فهو ينتظر سقوطنا ومن دون منازع، أراد أن يبدّد قوّتنا ووحدتنا تحت ذرائع الاختلاف الّتي أسميتها أعلاه..

انتصارنا هو جلوسنا معًا، وحدها فكرة جلوسنا معًا تسوّر حدودَ بلدنا وتقصي كّل العقول المتحجّرة الّتي تكمن كخلايا بيننا تنتظر سقوطنا وضعفنا..

هذا ما يطلق عليه بين قوسين (المنطق) في بناء الوطن واستيعاب الآخر، أي إيماننا المطلق بأنّ فكرة الإنسانية هي الأسمى وجسر العبور نحو ضفّة السّلام لوطن يتّسع للجميع..

الانتصار ليس أن يغلب فريق ما نِدًّا له، تلك غلبة

الانتصار الحقيقيّ أن يتم تذويب أفكار فريق متشدّد في بوتقة يكون مفرزها سامي..

لا يقابل الرّأي المختلف بالسّلاح ولا يمكن أن يكون المطالبة بالحرّيّة من خلال طلقة غادرة في ظهر الخصم المتجبر، بذرّة الحرّيّة لا يمكن أن تستمر وتسمو كالأشجار ليغطّي ظلالها الجميع، من دون أن تسقى من الجميع وسوف تكبر لا محال حين تحافظ على وعودها..

غير ذلك فنحن مقبلين على حرب تالية وتالية بدأت تظهر براعمها في بساتيننا

علينا أن نتعلم وندرك بأنه، ما من منتصر في الحرب.. في حرب بلدنا الكل خاسر.

سنجلس معنا ذات مرة ونندب ذواتنا: ليتنا تعلّمنا.. وليتنا أدركنا..

مَن يحارب مَن ومن ينتصر على من وهل حصلنا على الحرّيّة بالفعل وهل صرنا بحال أفضل؟

ألسنا ضحيّة لكلّ أصحاب الخطابات الرنّانة الّتي تخبّئ في مضامينها كلّ نوايا الإقصاء للجميع؟

أولسنا ضحايا لراكبي المدّ الدّيني الّذين يحملون أجندات أصوليّة يعبرون من خلالها نحو أهدافهم عبر تحشيدنا ورائهم من باب غيرتنا وحماسنا نحو قضايا الدّين؟

حقًّا هل نحن مجرّد قطيع يساق على غير انتباه منّا، بعد أن تمكّن من قيادنا أصحاب الولاءات والكرامات؟

متى تعود إلينا (إنسانيّتنا) لنرى الآخر من (إنسانيّته) وليس من دينه أو ملّته

أو عرقه؟

 

*كاتبة فلسطينيّة سوريّة/ دمشق المخيم

أسئلة مباحة في زمن صعب!!


الكلمات المفتاحية