الشاعرة آلاء القطراوي: نستطيع أن نصافح النور عبر هذه الجوائز ونرسم صبحاً مختلفاً في سمائنا
الشاعرة آلاء القطراوي: نستطيع أن نصافح النور عبر هذه الجوائز ونرسم صبحاً مختلفاً في سمائنا
أجرى الحوار/لطيفة محمد حسيب القاضي
الشاعرة آلاء القطراوي شاعرة فلسطينية تغرد وسط آلام غزة من تحت الركام حفرت تميزها بأدوات إبداعية تتواشج بينها وبين القارئ روابط حب خفية. تمتلك أدوات الفكر فلفتت الانتباه بشكل ملحوظ.
حاصلة على الدكتوراه بقسم اللغة العربية. عملت في مجال التدقيق اللغوي ومجال كتابة السيناريو، وعملت كمذيعة ومقدمة برامج في إذاعة التعليم حيث قدمت برنامج حواري مع الشعراء بعنوان (على فرات الشعر)، حصلت على أفضل رسالة ماجستير على مستوى كليات العلوم الإنسانية في الجامعة الإسلامية. وصلت إلى المرحلة قبل النهائية في مسابقة أمير الشعراء الموسم السابع 2017. كما حصلت على جائزة أفضل قصيدة شعرية على مستوى فلسطين عام 2018.والمرتبة الأولى في القصة القصيرة على مستوى الوطن العربي في مسابقة القصص الدولية، والمركز الأول في مسابقة الشعر التي أقامتها وزارة الثقافة على مستوى الجامعات الفلسطينية عام 2013، والمركز الأول في مسابقة وزارة التعليم حيث حصلت فيها على أفضل قصيدة على مستوى الجامعات عام 2013.
كان لنا معها هذا اللقاء:
من الجلي أن "الأنا" التي تنعكس في النصوص الشعرية والتأملات تمثل جزءًا من شخصية الكاتب في التساؤلات والحقائق من خلالها يتم إيصال رسالة للقارئ. وعلى الرغم من ذلك إلا أن الشاعر عندما يكتب عن تجربة الآخرين فيمكنه إيصالها بطريقة مميزة تعبر عنه وعن رؤيته الخاصة لتلك التجربة. هل يمكن لل"أنا" أن تنعكس في النصوص مع الكون وتجلياته؟
نحن حين نتحدث عن ال(أنا) فإننا نتحدث عن طاقةٍ هائلةٍ ومرايا متعددة في الروح وأستذكر هنا البيت المشهور لسيدي علي بن أبي طالب رضى الله عنه " وتحسبُ أنّك جرمٌ صغيرٌ ... روفيكَ انطوى العالمُ الأكبرُ" نعم في هذه الأنا ينطوي العالم الأكبر، تنطوي الكثير من التساؤلات والحقائق والبحث وسبر غور المحيط، مَن استطاع فعلاً أن يتواصل بشكل جيد مع ذاته، فإنّه يستطيع أن يتواصل بشكل رائع مع الكون وتجلياته.
أنت تستخدمين اللغة البسيطة في بنية نصّك لتشكيلِ صورة للواقع والثقافات وتجسيدها بطريقة مثيرة لتحمل العديد من الجماليات وتجعل الشعر أكثر قربًا للقارئ لتوصلي رسائل اجتماعية وسياسية وأفكار معقدة بطريقة سهلة وبسيطة وتسليطين الضوء عليها. ما هي الجماليات التي في إمكان اللغة البسيطة أن تحملها إلى الشعر في الوقت الحالي؟
اليوم نحن لا نحتاج إلى كلمات معجمية داخل النصوص، إننّا نحتاج إلى صور شعرية فريدة، القدرة على تركيب صورة شعرية مختلفة يستطيع أن يتذوقها المتلقي بكل أريحية، هو الأهم، وأتمنى أن أكون قد نجحت في هذا الأمر.
على أيّ أسسٍ يحاولُ الشاعر، أو الكاتب بشكلٍ أعم، بناء عالمه من خلال الارتكاز على مفهوم اللحظة ومفهومها، لئن أردنا الحديث عن الانتقال من مستوى "متى" إلى مستوى "ماذا"؟
سؤال جميل، ينتقل من ظاهرية الزمان إلى سر الحدث وواقعه، كيف يرسم الشاعر تلك اللحظة العالقة في ذهنه داخل لا وعيه، هذه نقطة مهمة جداً، لأنّها رافد أساسي من روافد رسم الصورة الشعرية والنص فيما بعد، إنّها تستطيع أن تستنطق حواسه وانفعالاته ورؤيته وتستطيع في الوقت نفسه أن تُسقط جميع أقنعته، كلّما كان الشاعر حقيقياً وصادقاً مع نفسه حين يرسم كل لحظة في باله، كلّما كان أقرب من الاتساع والعمق، وكلّما لمسنا أثراً يتجاوز الوقت القرائي المحدود للقصيدة.
ما الذي يحدّد عناوين كتبنا ككتّابٍ حسب رؤيتك الخاصّة؟ وما هو السبب الذي يتسبّب في وقوع العديد من الكتّاب الجدد في فخ العناوين؟
يجب أن يجد الشاعر العنوان الذي يشبهه، والذي يقرأ قلبه وأحاسيسه، وألا يلتفت لخدعة ألا يكون هو، كلّما استطاع أن يكون نفسه، كلّما استطاع أن يقترب أكثر من المتلقي، وذلك لا يمنع أن يكون الشاعر مشتغلاً على عناوينه، فهذا أمر نحتاجه كشعراء. نحن نرسم عتبة النص ومدخلها بالنسبة للمتلقي، فذلك يساعد المتلقي على الدخول إلى النص بحماس وشغف.
لقد فزت وأنتِ نجمة برنامج «أمير الشعراء» بجائزة البابطين للإبداع الشعري في دورتها الثامنة عشرة في مجال الشعر ونقده، عن فئتين مختلفتين ضمن أجندة الجائزة التي أُقيمت في دولة الكويت في تاريخ 20/مارس 2023 حدثيني عن شعورك وقت الفوز؟
شعور رائع، يفوق قدرتي على التعبير، تلك الفتاة الحالمة التي تعيش في غزّة رغم مرارة الحصار وصعوبة تواصلنا الثقافي مع العالم الخارجيّ، إلا أننا نستطيع أن نصافح النور عبر هذه الجوائز، وأن نرسم صبحاً مختلفاً في سمائنا، هذه جائزة جداً مهمة وهي من الجوائز التي تمنح للشعر في عالمنا العربي، وأن أحصل عليها في مقتبل شبابي هي علامة جيدة جداً لمستقبل أتمنى أن يكون مليئاً بالشعر والألق وفلسطين أيضاً التي أحملها في قلبي أينما ذهبت، فهي ملهمة الشعر والجمال والإرادة منذ اللحظة الأولى
ما هو جديدك في المستقبل القريب؟
سوف أصدر قريبًا كتبًا نقدية.
في العلاقة مع الكلمات، يبدو أنه يصبح لها معنى آخر بالنسبة إليك، فعلى الجهة الأخرى من الأشياء يتغير معناها. هل هذا ما يهبه لنا الشعر؟
يجب أن يُشكّل الشاعر علاقَتَهُ الخاصّة مع الكلمات، يجب أن تُشكّله ذاكرته الخاصّة، وروحه الأثيرة التي لا يستأنس إلا بها، بالتأكيد الشعر يجعل للكلمات روحاً خاصّة نشعل بها جذوّة نصوصنا، ونربط بها كل هذه العوالم المتسعة في أرواحنا ، لذلك الشعر هو جزء منا ، قطعة من أرواحنا ، أو ربما هو الروح بذاتها على اتساعها واختناقها في الوقت نفسه
إن الأدب يمر بتحديات كثيرة اليوم في نقل الأفكار والرسائل وعلى الرغم من ذلك إلا أن الأدب لا يزال يحتفظ بقيمته وأهميته في تشكيل الوعي. نودّ أن نتعرّف على رؤيتك لفكرة وظيفة الأدب، وأين أصبح الأدب اليوم؟
للأدب وظيفة جداً مهمة، إنّه يستطيع أن يقدّم لنا المشاكل الذاتية والمجتمعية بطريقة أكثر عمقاً، وبالتالي يساعدنا على محاولة التفكير بالحلول، فقد يكون الأدب أباً وقد يكون أماً وقد يكون وطناً وقد يكون حبيباً، إنّ للأدب وظيفة عالمية، وإن وظيفة الأدب لا تنتهي، لازال الأدب يؤدي وظيفته الإنسانية على صعيد كل الأبعاد، وإن لم يدركه الجيل الحالي، سيدركه الجيل اللاحق، كما نحن ندرك في يومنا هذا جمالية المعلقات في العصر الجاهلي
يقول فان غوخ: "الشعر يحيط بنا في كلّ مكان، ولكن للأسف وضعه على الورق ليس بسهولة النظر إليه". بين كتاباتك هل يشكّل الشعر النوع الأكثر تطلّبًا للعزلة والخروج من العالم؟
بالنسبة لي أنا أحتاج الإلهام لأكتب، وهذه الحالة تحتاج إلى موقف عميق، إلى تأوه لقطة في الذاكرة، إلى احتدام في اللاوعي، إلى لحظة صراع داخلي، فقد صدق فان غوغ الكتابة ليس بسهولة القراءة
كتبتِ قصيدة:
صورة ثابتة منذ سبعين عاماً ...هنا نجمةٌ سئلت في الغيابِ
عن الحبّ والشوق والميجنا...وعن نقشِ حنائها في الخميلةِ
كيف يعتّقُ أحلامنا...سلامٌ على وَلَه البرتقال`
وعن هذه القصيدة تقولين: حين مات مصور مقدسي، بقيت الصور التي التقطها في الكاميرا، جاء شاعرٌ واستنطقها، لأن رحلة الحياة تبدأ مع الفلسطيني بعد موته تماماً.. لقد قلت: أتمنى أن أكون قدمت فلسطين كما يليق”....؟
نعم لفلسطين حق علينا ، فهي ليست مجرد وطن ، إنها حالة شعرية عميقة في الروح، حالة من الإرادة والصبر والشموخ العالي، إنها تكسر كل حواجز الخوف في داخلك، لأنها تستحق التضحية والمغامرة والتحدي والإصرار، هذا الوطن الذي منحنا مسمّى لاجئين منحنا أيضاً عبق الزيتون ، ورائحة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد عرج من مسجدنا الأقصى ، وسحر التاريخ وعبق الحضارات وتوليفة الديانات المختلفة، لذلك يستحق أن ننزف من دمائنا له ، بلدٌ دعا له النبي محمد صلى الله عليه وسلم واستودع الخير في أهل بيت المقدس وأكنافه ، فهنيئا لنا
الشاعرة الفلسطينية آلاء القطراوي لقد فزت بجائزة أفضل ديوان بفئة الشباب عن إصدارها الشعري «ساقية تحاول الغناء» الذي صدر عن أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبو ظبي، بعد مشاركتك في الموسم السابع من برنامج «أمير الشعراء»، وسلطت من خلال قصائدك ومشاركتك في هذا البرنامج الضوء على القضية الفلسطينية، وكنت أول شاعرة من مدينة غزة الفلسطينية تشارك في هذه المسابقة حدثيني عن هذا الإصدار؟
نعم كنت أول شاعرة تشارك من غزة في أهم برنامج عربي للشعر، وهذ أمر يجعلني أشعر بالفخر كوني قادمة من مدينة محاصرة منذ سنوات، فكل الامتنان لأكاديمية أبو ظبي للشعر على دعمها المتواصل منذ أمير الشعراء وإلى أن حصل ديواني الذي أصدروه لي على جائزة البابطين فئة الشعراء الشباب، ممتنة لهم جدا على هذا الدعم والحرص على الصوت الشعري العربي وخاصة من فئة الشباب، ولذلك على كل شاعر أن يتمسك بحلمه وأن يحارب من أجله، فأحلامنا تستحق.
إقرأ أيضًا
الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب ثرثارة
الدكتور الشاعر عبد الولي الشميري يكتب سلام من العطر
لطيفة القاضي تكتب قصة قصيرة بعنوان الليلة الأولى
الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب قصيدة الكويت
الدكتور عبد الولي الشميري يكتب سلام من العطر
الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب ماذا أفزعك
الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري يكتب قصيدة ما افزعك
الدكتور عبد الولي الشميري يكتب ليس لي تجربة
الاكثر شهرة
المؤتمر الطبي الأوربي العربي الأول بدمشق
المؤتمر الطبي الأوربي العربي الأول بدمشق مؤتمر الياسمين فن ومدن* تحت عنوان (الابتكارات الطب...
أسئلة مباحة في زمن صعب!!
أسئلة مباحة في زمن صعب!! رامة ياسر حسين* هل حصلنا على الحرّيّة حقًّا أم زادت المسافات...
عندما يغلق المراهق بابه كيف نفتح باب الحوار
عندما يغلق المراهق بابه كيف نفتح باب الحوار ملاك صالح صالح* في الكثير من البيوت العربية،...
الطفولة المعنّفة.. كيف تنجو من ذاكرة الجسد!!
الطفولة المعنّفة.. كيف تنجو من ذاكرة الجسد!! ملاك صالح صالح* قبل أن تبدأ رحلتنا في بحر ال...