الذكرى المئوية لانتفاضة حماة 1925!!

د. تمام كيلاني
الذكرى المئوية لانتفاضة حماة 1925
د. تمّام أحمد سروري الكيلاني
مقدمة
في مثل هذا اليوم، الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 1925، شهدت مدينة حماة واحدة من أبرز محطات النضال الوطني ضد الانتداب الفرنسي، عُرفت باسم
ثورة حماة.
كانت هذه الثوره امتدادًا للثورات التي اندلعت في معظم مناطق سوريا لكنها اكتسبت طابعًا خاصًا لأنها اندلعت في مدينة عريقة وعاصمة من عواصم التاريخ السوري، عُرفت بعائلاتها الوطنية ووجهائها الذين كان لهم دورا بارزا
ز في السياسة والمجتم
خلفية الانتفاضة
اندلعت انتفاضة حماة نتيجة تراكم الغضب الشعبي من قمع الانتداب الفرنسي وفرض الضرائب وتهميش الحياة الوطنية.
في مساء الرابع من تشرين الأول عام 1925، دخلت مجموعات بقيادة فوزي القاوقجي إلى المدينة، فهاجمت المراكز الأمنية الفرنسية، وأطلقت سراح السجناء السياسيين، واستنهضت الأهالي للانضمام إلى الثورة.
سير الأحداث
• تمكن الثوار من السيطرة على بعض أحياء المدينة ومراكزها.
• واجه الفرنسيون الموقف بعنف شديد، فاستخدموا المدافع والطائرات، مما أدى إلى تدمير أجزاء من المدينة وسقوط مئات الضحايا.
• أمام الكارثة، تدخل وجهاء حماة للتوسط بين الثوار والفرنسيين، بهدف حماية السكان وتقليل الدمار.
دور العائلات الحموية
كان للعائلات الكبرى في حماة دور محوري في الانتفاضة، سواء بالمشاركة في القتال أو عبر الوساطة وحماية الأهالي.
• آل الكيلاني:
تميزت هذه العائلة بمكانتها الدينية والاجتماعية والسياسية. شارك أبناؤها في دعم الثورة، وكان منزل بعضهم ملتقى لوجهاء المدينة أثناء الأحداث.
من أبرز الشخصيات: عبد القادر حسني الكيلاني
من (مؤسسي الكتله الوطنيه مع هاشم بك الأتاسي واخرون من رجالات سوريا )نسيب الشيخ عبد القادر الكيلاني او الجيلاني صاحب الطريقة الصوفيه القادريه والتي كان دورا كبيرا في محاربة الاستعمار في شمال أفريقيا وكذلك فائق الكيلاني والشهيد علاء الدين الكيلاني وخلد اسمه بإنشاء مدرسة باسمه في مدينة حماه إلى الان وقد لعبوا أدوارًا بارزة في دعم الحركة الوطنية وتعبئة الأهالي.
وتظهر الصورة المرفقة مجموعة من ثوار آل الكيلاني الذين قارعوا الاحتلال الفرنسي يتوسطهم أحمد سروري الكيلاني وابناء عمومته الميامين والذين خاضوا غمار النضال المسلح أنذاك
• آل العظم:
ساهموا في العمل السياسي والإداري، وشارك بعض أفرادهم في التفاوض لتخفيف وطأة القصف الفرنسي.
• آل البرازي (البراري):
وقفوا بين دعم الثوار والسعي لحماية المدنيين بالتفاوض.
• آل الشيشكلي وخاصة حسن الجيجاكلي ، الكوجان ، الصباغ ، المراد ، الشفقة ، النعسان ، الآمين وسعيد العاص والجابي وعدي ،وكثير من العائلات الحمويه حيث تطول القائمة .
ساهموا بالإمداد والحماية، وكانوا جزءًا من النسيج الاجتماعي للمدينة في تلك المرحلة.
النتائج والدلالات
• سقوط مئات الشهداء وتدمير أجزاء من حماة.
• تعزيز مكانة المدينة كرمز وطني للمقاومة ضد الاحتلال.
• توسيع نطاق الثورة السورية الكبرى من الأرياف إلى قلب المدن.
• ترسيخ الدور الوطني للعائلات الحموية، وخاصة آل الكيلاني الذين برزوا كقيادات دينية وسياسية وعسكرية.
خاتمة
بعد مرور مئة عام على انتفاضة حماة، ما زالت ذكراها حية في وجدان السوريين. لقد قدّمت المدينة بعائلاتها وأهلها نموذجًا للتضحية والوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال.
إن استذكار ذلك اليوم، والتركيز على دور عائلات حماة، وفي مقدمتها آل الكيلاني، ليس مجرد استعادة للتاريخ، بل هو تجديد للعهد بأن قيم الكرامة والحرية والوحدة ستبقى متوارثة جيلاً بعد جيل
*رئيس اتحاد الاطباء والصيادلة العرب بالنمسا

تظهر الصورة المرفقة مجموعة من ثوار آل الكيلاني الذين قارعوا الاحتلال الفرنسي يتوسطهم أحمد سروري الكيلاني وابناء عمومته الميامين والذين خاضوا غمار النضال المسلح أنذاك
إقرأ أيضًا
الاكثر شهرة
المؤتمر الطبي الأوربي العربي الأول بدمشق
المؤتمر الطبي الأوربي العربي الأول بدمشق مؤتمر الياسمين فن ومدن* تحت عنوان (الابتكارات الطب...
أسئلة مباحة في زمن صعب!!
أسئلة مباحة في زمن صعب!! رامة ياسر حسين* هل حصلنا على الحرّيّة حقًّا أم زادت المسافات...
عندما يغلق المراهق بابه كيف نفتح باب الحوار
عندما يغلق المراهق بابه كيف نفتح باب الحوار ملاك صالح صالح* في الكثير من البيوت العربية،...
الطفولة المعنّفة.. كيف تنجو من ذاكرة الجسد!!
الطفولة المعنّفة.. كيف تنجو من ذاكرة الجسد!! ملاك صالح صالح* قبل أن تبدأ رحلتنا في بحر ال...