الوضع الداكن

هل سمعت يومًا عن نظام مكافأة دماغك!!

هل سمعت يومًا عن نظام مكافأة دماغك!!
أ. ملاك صالح صالح

هل سمعت يومًا عن نظام مكافأة دماغك!!

ملاك صالح صالح*

 

هل توقفت لتسأل نفسك لماذا يبهجنا الانتصار الصغير؟

لماذا يسرق قطعة حلوى من أفواهنا ابتسامة غامرة؟

وما السر في أن إشعارًا على هاتفك قد يجعل قلبك يقفز فرحًا؟

عزيزي القارئ، دعنا نغوص معًا في بحرٍ من المعرفة، ونبدأ رحلتنا عبر سلسلة من المحطات نكتشف فيها سرًّا بديعًا من أسرار الدماغ:

الدوبامين:

المحطة الأولى: ما هو هذا الهرمون؟

الدوبامين ليس مجرد اسم علمي معقّد، بل هو رسول المتعة، جزيء صغير يهمس في أذن الدماغ: أحسنت.. كررها مرة أخرى..

 هو الذي يدفعنا إلى السعي و التحدي، والتقدم.. فمن دونه تفقد الحياة الكثير من بريقها.

وعلميًا: الدوبامين هو ناقل عصبي (Neurotransmitter) يُفرَز في مناطق مختلفة من الدماغ مثل المخطط، القشرة الأمامية، والجهاز الحوفي و تتمثل وظيفته في نقل الإشارات بين الخلايا العصبية، منظمًا بذلك الحركة، الانتباه، النوم، المزاج، الدافعية، والإحساس بالمكافأة

 لذلك فالتسمية الشائعة له بـ"هرمون السعادة" ليست دقيقة تمامًا، فهو في الحقيقة مفتاح التوازن النفسي والجسدي.

المحطة الثانية: كيف يعمل نظام المكافأة؟

تخيّل دماغك كسيمفونية معقدة، كل نغمة فيها تمثل شعورًا أو فكرة، الدوبامين هو المايسترو الذي يشير بعصاه، فيخلق لحظة النشوة حين نحقق هدفًا أو نحصل على شيء نريده.. إنه يعلّمنا: المتعة هنا، الطريق الصحيح هناك لكن خلف هذه الحكمة، يكمن خطر الانغماس المفرط .

المحطة الثالثة: الوجه الآخر للمتعة حين نُفرط في استدعاء الدوبامين – عبر التسوق بلا توقف، التمرير في وسائل التواصل، أو مطاردة لذة عابرة – يتحول المايسترو إلى ديكتاتور عندها نفقد التوازن، نصبح أسرى للمكافأة اللحظية، ويمضي العمر في البحث عن "الجرعة القادمة.

المحطة الرابعة: كيف نصنع السلام مع الدوبامين؟

الحل ليس في الهروب من المتعة، بل في إعادة هندسة علاقتنا به، لنمنح عقولنا استراحة من السيل الرقمي, لنبحث عن لذة أعمق: رياضة، تأمل، كلمة صادقة، كتاب..

 لنتذكر أن أجمل المكافآت ليست تلك التي تلمع سريعًا وتزول، بل تلك التي تبني معنى لحياتنا..

خاتمة الرحلة عزيزي القارئ، الدوبامين ليس عدوًّا ولا ملاكًا إنه مرآة حياتنا، يتشكّل بحسب اختياراتنا وحين نفهم لغته، نصبح قادرين على قيادة السفينة، لا أن نسلمها لرياح اللذة العاصفة..

 فلتكن رحلتك مع الدوبامين بحثًا عن التوازن بين ما يبهجك الآن، وما يمنحك سلامًا طويل المدى.

 

*كاتبة فلسطينية واخصائية علم نفس/ فيينا.


إقرأ أيضًا

بوابة فيينا

ارفعوا أيديكم عن اسم الكتلة الوطنية السورية

ارفعوا أيديكم عن اسم الكتلة الوطنية السورية
بوابة فيينا

اللقاءات الدورية تعود إلى مقر الاطباء العرب بالنمسا !

اللقاءات الدورية تعود إلى مقر الاطباء العرب بالنمسا !
بوابة فيينا

الأحزاب القومية بين الشعارات والممارسات: قراءة تحليلية

الأحزاب القومية بين الشعارات والممارسات: قراءة تحليلية
بوابة فيينا

فن التصفيق المستدام: مهارات الحفاظ على راحة اليد دون التوقف عن التصفيق لساعات

فن التصفيق المستدام: مهارات الحفاظ على راحة اليد دون التوقف عن التصفيق لساعات
بوابة فيينا

فحص العيون مع بداية العام الدراسي الجديد

فحص العيون مع بداية العام الدراسي الجديد
بوابة فيينا

الثورة السورية.. انتصار الإنسان لا مكاسب الأشخاص

الثورة السورية.. انتصار الإنسان لا مكاسب الأشخاص
بوابة فيينا

أزمة الدولة الوطنية في سورية بين الأكثريات والأقليات

أزمة الدولة الوطنية في سورية بين الأكثريات والأقليات


الاكثر شهرة

أسئلة مباحة في زمن صعب!!

  أسئلة مباحة في زمن صعب!! رامة ياسر حسين*       هل حصلنا على الحرّيّة حقًّا أم زادت المسافات...

المؤتمر الطبي الأوربي العربي الأول بدمشق

  المؤتمر الطبي الأوربي العربي الأول بدمشق مؤتمر الياسمين   فن ومدن* تحت عنوان (الابتكارات الطب...

عندما يغلق المراهق بابه كيف نفتح باب الحوار

  عندما يغلق المراهق بابه كيف نفتح  باب الحوار   ملاك صالح صالح*   في الكثير من البيوت العربية،...

الطفولة المعنّفة.. كيف تنجو من ذاكرة الجسد!!

  الطفولة المعنّفة.. كيف تنجو من ذاكرة الجسد!!   ملاك صالح صالح*   قبل أن تبدأ رحلتنا في بحر ال...

تابعونا


جارٍ التحميل...